قالوا: «ثم خشيتا
4
أن يعجز الناس عن احتمال كل هذا النور والحرارة؛ فاتفقتا على أن تأكل كل منهما بناتها، أما القمر فنكثت بعهدها، وأخفت بناتها عن عين الشمس التي برت بوعدها ولم تتردد في أكل بناتها، على أنها لم تكد تفعل حتى أظهرت القمر بناتها من مخبئهن؛ فلما رأت الشمس ذلك غيظت من القمر، وأنشأت تطاردها لتقتلها، ولا تزال كذلك إلى اليوم، وقد تدنو منها فتعضها وهذا هو الخسوف.»
رأي الهنود في النيرين «ومن سنة بعض حكماء الهنود - فيما يقول الشهرستاني - أنهم إذا نظروا إلى الشمس قد أشرقت سجدوا لها، وقالوا: «ما أحسنك من نور ! وما أبهاك وما أنورك! لا تقدر الأبصار أن تلذ بالنظر إليك!
فإن كنت أنت النور الأول الذي لا نور فوقك فلك المجد والتسبيح، وإياك نطلب، وإليك نسعى لندرك السكنى بقربك، وننظر إلى إبداعك الأعلى، وإن كان فوقك وأعلى منك نور آخر - أنت معلول له - فهذا التسبيح وهذا المجد له، وإنما سعينا وتركنا جميع لذات العالم لنصير مثلك، ونلحق بعالمك، ونتصل بمساكنك. إذا كان المعلول بهذا البهاء والجلال فكيف يكون بهاء العلة وجلالها ومجدها وكمالها؟! فحق لكل طالب أن يهجر جميع اللذات ليظفر بالجوار بقربه، ويدخل في غمار جنده وحزبه».
5
وفي الهند فرقتان تعبد إحداهما الشمس، والأخرى القمر:
عبدة الشمس: «فأما عبدة الشمس - كما يقول الشهرستاني - فقد زعموا أن الشمس ملك من الملائكة، ولها نفس وعقل، ومنها نور الكواكب وضياء العالم، وتكون الموجودات السفلية، وهي ملك الفلك يستحق التعظيم والسجود والتخير والدعاء.
ومن سنتهم أن اتخذوا إليها (صنما) بيده جوهر - على لون النار - وله بيت خاص باسمه، وقفوا عليه ضياعا وقرابين، وله سدنة وقوام، فيأتون البيت ويصلون ثلاث كرات، ويأتيه أصحاب العلل والأمراض فيصومون له ويصلون ويدعون ويستشفون به».
5
अज्ञात पृष्ठ