नवीन ऑर्गेनन: प्रकृति की व्याख्या में सत्य निर्देश
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
शैलियों
وإنما الكمية المعطاة من المادة أو الكمية الكلية ثابتة لا تزيد ولا تنقص، وليس أقل صدقا أنه «من كمية معطاة من المادة ثمة كمية أكبر أو أقل تحتوى داخل نفس الحيز أو الأبعاد بحسب الفرق بين الأجسام»، مثال ذلك: إن الماء يحتوي أكثر مما يحتويه الهواء؛ لذا إذا ذهب أحد إلى أن كمية معطاة من الماء يمكن أن تتحول إلى نفس الكمية من الماء، فهو كأنما قال: إن من الممكن أن يئول شيء إلى لا شيء، وفي المقابل إذا ذهب أحد إلى أن كمية معطاة من الهواء يمكن أن تتحول إلى كمية مساوية من الماء، فكأنما قال: إن من الممكن أن يأتي شيء من لا شيء، وفكرتا «الكثافة» و«الخفة» اللتان تستخدمان - بتسيب - بمعان متنوعة، إنما ينبغي أن تستمدا على نحو قويم من هذه الوفرة أو الندرة في المادة. ينبغي أيضا أن نعدها يقينية تماما هذه الدعوى الثالثة القائلة بأن كمية المادة التي نقول: إنها في هذا الجسم أو ذاك يمكن أن ترد (بالمقارنة) إلى أرقام، إلى مقاييس مضبوطة أو مضبوطة تقريبا، ليس من الخطأ مثلا أن نقول: إنه في كمية معطاة من الذهب ثمة تراكم من المادة تقتضي من الكحول 21 ضعفا من الحيز الذي يشغله الذهب لكي يساوي هذه الكمية من المادة.
غير أن تراكم المادة وكميتها النسبية توصل إلى الحس بواسطة الثقل، فالثقل يناظر كمية المادة، من حيث أجزاؤها العينية، أما الروح وكميتها من المادة فيجب ألا تحسب بالوزن، فهي تخفف الوزن ولا تزيده، وقد وضعت قائمة دقيقة لهذا الشيء، أدرجت فيها أوزان وأحجام كل المعادن والأحجار الرئيسية والأخشاب والسوائل والزيت ومعظم الأجسام الأخرى سواء الطبيعية أو الصناعية، وهو إجراء مفيد للغاية من حيث كل من النظرية والتطبيق، وقادر على كشف كثير من النتائج غير المتوقعة، وهو أيضا ذو قيمة في البرهنة على أن النطاق الكامل للأجسام العينية المعروفة لنا (أعني الأجسام المدمجة لا الأجسام الإسفنجية الجوفاء المليئة بالكثير من الهواء) لا تتجاوز نسب 1: 21، محدودة هي الطبيعة أو على الأقل ذلك الجزء من الطبيعة الألصق بنا وبخبرتنا.
وقد وجدت من الجدير باهتمامي أيضا أن أرى ما إذا كان بالإمكان تحديد نسبة الأجسام غير العينية (الروحية) إلى الأجسام العينية، وقد حاولت ذلك بالوسيلة التالية: أخذت زجاجة صغيرة يمكن أن تسع أوقية تقريبا (استخدمت وعاء صغيرا لكي يتحقق التبخر الناتج بحرارة أقل)، وملأت هذه الزجاجة حتى رقبتها تقريبا بالكحول، وقد اخترت الكحول؛ لأنه - بحسب قائمة سابقة - هو الأخف، والمحتوي على أقل كم من المادة في حيز معطى بين الأجسام العينية المدمجة غير الجوفاء، ثم سجلت بدقة وزن السائل والزجاجة، ثم أخذت كيسا يحتوي باينتين
70
وطردت كل الهواء قدر استطاعتي حتى تلامست جوانبه، وقد دلكت الكيس قبل ذلك بلطف بالزيت لكي أجعله غير منفذ للهواء بإغلاق مسامه بالزيت، وربطت الكيس بإحكام حول فوهة الزجاجة، وشمعت الخيط لكي أجعله ألصق وأكثر إحكاما، ثم وضعت الزجاجة على فحم ساخن في مجمرة، وسرعان ما تمدد بخار الكحول بالحرارة وتحول إلى شكل غازي، ونفخ الكيس شيئا فشيئا وشده في كل اتجاه مثل شراع، وبمجرد أن تم لي هذا رفعت الزجاجة من النار ووضعتها على بطانية حتى لا تتكسر بالبرودة، وفي الحال أيضا ثقبت قمة الكيس حتى لا يعود البخار عند توقف الحرارة إلى الشكل السائل وينزل فيفسد القياسات، ثم رفعت الكيس نفسه وأخذت مرة ثانية وزن الكحول المتبقي، ثم حسبت الكمية التي تحولت إلى بخار أو إلى شكل غازي، وكم هو الحيز الذي شغله الجسم في شكله الكحولي في الزجاجة، وكم هو الحيز الذي شغله في شكله الغازي في الكيس، وطرحت النتيجتين فتبين بوضوح أن الجسم إذا تحول وتغير اكتسب تمددا مئة ضعف فوق حالته السابقة.
وافترض أيضا أن الطبيعة محل البحث هي الحرارة أو البرودة التي تبلغ من الضعف درجة تجعلها مدركة بالحواس، وتوصل هذه إلى الحواس بواسطة الترمومتر، مثلما بينت سابقا، فالحرارة والبرودة ليستا مدركتين باللمس في ذاتهما، بل الحرارة تمدد الهواء والبرودة تكمشه، وبدوره ليس تمدد الهواء أو انكماشه مدركا بالبصر، بل الهواء المتمدد يدفع الماء إلى أسفل، والهواء المنكمش يرفعه إلى أعلى، ولا يحدث التوصيل إلى البصر إلا عند هذه النقطة لا قبلها ولا بأي طريقة أخرى.
افترض كذلك أن الطبيعة محل البحث هي مزج الأجسام، أي ماذا تحوي من ماء وزيت وروح ورماد وملح ... إلخ، أو (لكي نأخذ شاهدا معينا) كم مقدار الزبد والخثارة والمصل المتضمن في اللبن، يوصل هذا إلى الحس بواسطة ضروب الفصل الصناعية والحرفية، ولا تدرك طبيعة الروح فيها بشكل مباشر، بل تكشف في مختلف الحركات والميول التي تظهرها المواد العينية في نفس فعل وعملية الفصل، وأيضا مرارة ولذع وشتى ألوان وروائح ومذاقات نفس المواد بعد الفصل، وقد بذل الناس في هذه المهمة جهودا كبيرة بالتأكيد، عن طريق ضروب التقطير والفصل الحرفي، ولكن دون نجاح يتجاوز ما في طريقتهم المعهودة للتجريب: تحسس مناهج وطرق مسدودة وجهد أكبر من الذكاء، و(الأسوأ من كل ذلك لا محاكاة أو مضاهاة بالطبيعة)، بل تدمير ب (الحرارة العالية أو القوى المفرطة) كل البنية الأرقى التي تكمن فيها - بشكل رئيسي - القوى الخفية للأشياء وتوافقاتها، ولا يقلق أفكارهم أو ملاحظاتهم في مثل هذا الفصل التحذير الآخر الذي أطلقته في موضع آخر، وهو أنه في العمليات العنيفة التي يجرونها على الأجسام - سواء بواسطة اللهب أو بطرائق أخرى - فإن كثيرا من الكيفيات تتسبب عن النار نفسها والمواد المستخدمة في صنع التحليل والتي لم تكن في المركب من قبل، ومن هنا تأتي أغلاط عجيبة، فليس كل البخار مثلا المنطلق من الماء بواسطة النار كان يوجد كبخار أو هواء في الماء، بل تكون معظمه عن طريق تمدد الماء بواسطة حرارة النار.
لذا فإن هذا هو الموضع الذي تحال إليه جميع الطرق الدقيقة لاختيار المواد - سواء الطبيعية أو الصناعية - التي تميز الأصلي من المغشوش والجيد من الأقل جودة؛ لأنها ترد غير المحسوس إلى المحسوس، لذا ينبغي أن نفتش عنها في كل سبيل ونجد في طلبها. (5) أما عن الطريقة الخامسة التي تجعل الأشياء تفلت من إدراك الحواس، فمن البين أن فعل الحس يحدث كحركة، والحركة تحدث في الزمن، فإذا ما كانت حركة الجسم بطيئة جدا أو سريعة جدا بحيث لا توافق السرعة التي يحدث بها فعل الحواس؛ فإن الشيء لا يدرك على الإطلاق، مثلما هو الحال في حركة عقرب الساعة أو حركة رصاصة، أما عن الحركة التي لا ترى بسبب بطئها الشديد فمن السهل والشائع أن توصل إلى الحواس عن طريق جمع حركاتها، وأما الحركات الفائقة السرعة فلا يمكن قياسها بدقة حتى الآن، وإن كان بحث الطبيعة يتطلب منا أن نفعل ذلك في بعض الحالات. (6) الحالة السادسة حيث يعاق الحس بسبب القوة المفرطة للشيء، يمكن أن ترد إلى الحس عن طريق تحريك الشيء بعيدا عن الحواس، أو بتخفيف تأثيرها بوضع حائل أمامه بحيث يضعفه دون أن يزيله، أو بجعله ينعكس واستقبال انعكاسه إذا كان انطباعه المباشر مفرط القوة، كما في حالة انعكاس الشمس في حوض من الماء. (7) الحالة السابعة التي لا يتمكن الشيء فيها من أن يظهر هي الحالة التي يقمع فيها الحس قمعا شديدا بشيء معين، بحيث لا تترك فرصة لأي شيء آخر لكي يؤثر على الحس، وهذه حالة مقصورة إلى حد ما على الروائح، وغير ذات صلة كبيرة بهذا العرض، وبحسبنا هذا من حديث عن طرائق رد غير المحسوس إلى المحسوس.
في بعض الأحيان لا يتم التوصل إلى حس الإنسان، بل إلى حس حيوان آخر معين، والذي يفوق الحواس البشرية في بعض الحالات، مثال ذلك: توصيل بعض الروائح إلى حس الكلب، وتوصيل الضوء الكامن في الهواء غير المضاء من خارج نفسه؛ توصيله إلى حس القط والبومة والحيوانات التي ترى بالليل، وقد صدق تيليسيوس في ملاحظته أن ثمة بالفعل نوعا من الضياء الداخلي في الهواء نفسه، وإن كان ضعيفا وواهنا وغير مجد في معظمه لأعين البشر أو معظم الحيوانات، إذ إن الحيوانات التي حواسها مكيفة على هذا النوع من الضوء ترى بالليل، ومن غير الممكن تصديق أن هذا يحدث بدون ضوء أو بضوء داخلي.
لاحظ أيضا أنني الآن أتعامل مع أوجه قصور الحواس وعلاجاتها، فأغلاط الحواس يجب أن تحال إلى الأبحاث الخاصة بالحس والمحسوسات، باستثناء الغلط الكبير للحواس، وهو أنها ترسم خطوط الطبيعة بالإطار المرجعي للإنسان لا بالإطار المرجعي للعالم، والذي لا يمكن تصحيحه إلا بالعقل العالمي والفلسفة العالمية. ••• (41) وفي المرتبة الثامنة عشرة بين شواهد الامتياز سأضع «شواهد الطريق»
अज्ञात पृष्ठ