مرارة الحدأة: إذا ذبحت وأخذت مرارتها وجففت في ظل، ويختم عليها في قارورة بحيث لا يقربها جنب ولا ضامت، فمن أصيب بأفعى أو عقرب أو أي ذوات السموم، كان على اختلاف أنواعها، فيحك من المرارة بماء عذب على صدفة، ويكتحل في العين المخالفة للجانب المصاب ثلاثة أميال، برئ في المكان، ويسعط محكوكًا بالماء لمن عضه كلب كلِبَ يبرأ بإذن الله. ويكتحل بها للبياض في العين المظلمة أيضًا.
ويروى أن حدأة شكت زوجها لسليمان بن داود ﵉، فقالت: يا نبي الله إن زوجي لا يقربني، فقال: يا نبي الله كذبت، فقال له نبي الله: إن أنت واقعتها فصح فهو من ذلك الوقت وإلى الآن إذا أسفد صاح.
باب ذكر النسر وخواصه وطباعه
اعلم حفظك الله، إن النسر ليس بذي مخلب، وإنما أظفار حداد كالمخاليب، لأن المخلب ما قبض به صاحبه كقبض الصقر والبازي، وهو يسفد كالديك.
وزعم المجربون أن الأنثى تبيض الذكر إليها، فتجري حركة الشهوة للسفاد منها مجرى السفاد، فتلذ بذلك، وهي لا تحضن، وإنما تبيض في الأماكن العالية الضاحية للشمس، فيقوم حر الشمس مقام الحضن، وينسب النسر إلى قلة المعرفة والكيس والفطنة، ويوصف بحدة حاسة البصر حتى أنه يرى الجيفة فيما يقال من أربع مائة فرسخ، وكذلك حاسة الشم إلا أنه إذا شم الطيب مات.
وهو أشد الطير طيرانًا وأقواها جناحًا، يقال إنه يطير ما بين المشرق والمغرب في يوم واحد، وتخافه كل لجوارح، ولا يقوم له شيء منها وهو شره.
فإذا سقط على الجيفة وامتلأ منها لم يستطع الطيران، حتى يثب وثبات إلى أن يدخل تحت الريح، وكل من أصابه بعد امتلائه ضربة إن شاء بعصا أو ٤٢ أبغيرها، فربما صاده الضعيف من الناس، وفي طبعها أن الأنثى تخاف على بيضها من الخنافس فتلهم إلى أن تفرش في عشها ورق الدّلب لتنفر منه الخنافس، وهو مثل اليمام إذا فقدت الأنثى الذكر امتنعت عن المطعم والحركة أيامًا، وتلزم العيش، وربما قتلها الحزن عليه، وهو أطول الطير عمرًا، يقال إنه يعيش ألف سنة وهو ألوان، منها: السود البهيم والرمادي، وذكر أن طائرًا يسمى البلح يصيد كل طائر، ولا يقرب جيفة ولا ميتة، والنسر أعلم الطير بعد البلح.
خواص النسر
مرارته: إذا اكتحل بها من فد نزل الماء في عينه سبع مرات بماء بارد، وطلي حول العين منها نفعه ذلك بقدرة الله تعالى.
دماغه: يذاب بشيء من قطران خالص وزيت ويسعط به صاحب الجذام الذي قد تنثر الحاجب منه يبرأ بإذن الله تعالى.
مرارته أيضًا ودماغه: يؤخذ منها وزن دانق، ويذاب بثلاثة قراريط قطران، وأربعة قراريط قار ويسعط به للمرة السوداء التي قد خالطت الدماغ ينفعه ذلك جدًا.
والمرارة: إذا اكتحل بها قطعت الدمعة من العين.
شحمه: يذاب ويصير في الأذن فاترًا يمنع من الصمم وثقل السمع.
لحمه: يطبخ ويخلط معه ورس وملح وكمون أبيض وعسل، ويرفع في إناء ينفع للسع الدبيب والهوام فإنه عجيب.
قلبه: إذا جفف وشد على يد فإنه جاه.
عينه: تشد على العضد تكون أمانًا من الجن.
باب ذكر الرّخمة وطباعها وخواصها
وتسميه العرب الأنوق، وتضرب المثل بامتناع بيضها على من رامه، فيقولون "أعز من بيض الأنوق" وفي طباعه، أنه لا يرضى من الجبال إلا بالوحشي منها، ومن الأماكن إلا بأسحقها، ويقال أن الأنثى منه لا تمكن من نفسها غير ذكرها، وأنها تبيض بيضة واحدة، ويقال: إنها لا تبيض عن سفاد بل بالمذافة. ومن عادتها إنها تحمي بيضها وتحمي فراخها.
خواصها، ريش الرخمة: إذا بخر به بيت طرد الهوام، وأما عظم رأسها، فإنه إن علق على من به وجع الرأس، نفعه بإذن الله تعالى. وأما كبدها إذا شد على جلد خروف وعلق على مجذوم نفعه. وأما مرارتها، إذا علقت على عين رمدة برئت، وأما دماغها إذا أخذ منه مجذوم سبعة أيام متوالية نفعه ووافقه بإذن الله تعالى، بطنها إذا جفف وخلط ٤٢ ببملح داراني وشرب ومسح به الذكر نفع من سلس البول، وأما عظم صدغيها الأيمن: يعلق به على صاحب الصداع في الجانب الأيمن يبرأ بإذن الله. وكذلك يفعل في الجانب الأيسر للأيسر.
عينها اليمنى: توضع في خرقة وتعلق على العضد، وهي قبول للسلطان.
باب ذكر جناح الطير
1 / 42