نعت جيد الشواهين، هو أن يكون قصير الساقين، قصير الفخذين، مكتنز اللحم، شديد لحم الصدر، واسع المنكبين، وإذا كان فرخًا تكون خطوط صدره عريضة كبيرة، فإذا تقرنص زاد سواده سوادًا وبياضها بياضًا، قصير الرقبة بغلظ عريض الهامة، غائر العينين، منحدب الظهر، قصير الذنب، قليل الريش إذا أقبّ من على اليد تصفق جناحاه بعضها على بعض، أخضر الكفين مبسوطة، طويل الأصابع، شديد الكف إذا قبض ناعم الجلد، زائد سواد الخدين واسع العينين والمنخرين، شديد الظهر إذا زرق، يبعد ذنبه كأنه قدوم طويل الجناحين، إذا طار أذهل، وإذا ضرب أنزل لا يرتد عن طريدة إلا إذا علم أنها تقهره. له الفوز العظيم في الطيران، وواحدها كوهي، وهكذا يسمى في سائر الكتب وكل البلاد إلا الشام ومصر فإنهم يؤنثون، فيقولون كوهية، وهو غلط وعيب عند أهل العراق والأعاجم.
وأما كواهي خراسان وبلاد الكرج وبلاد الروم فهذه الثلاثة كواهيها سواء غير أن كواهي بلاد العجم خير من كواهي الروم أي أقصره وطوقان وقونية وسيواس إلى أرض ملطية وديار بكر جميعها، وكواهي الروم جميعها جنس واحد في العمل.
وأما الكراك فهي ذكور الكواهي البحرية، وذكور الكواهي رديئة لا تصلح لشيء إلا للقليل التجربة، وهي أيضًا مما يميت نفس الملاعب فلا حاجة في ذكرها.
باب نعت السنقر وذكره وثمنه وبلاده
أما نعته، فإنه يكون ناعم الريش قصير الذنب، طويل الجناح، أفطس الوجه، حاد الطيران كبير الكفين، عريض الريش، أنمر الظهر، عريض الصدر، كبير الرأس، قصير العنق، قصير الرجلين، غليظ الفخذين، كثير ريش الرقبة، إذا طار أطال وإذا رقّ أسرع، وإذا ضرب أوجع، وإذا انسر قطع، وإذا صاد أشبع، لا تحتاج في الأرنب معه إلى الكلب، شديد الجنب، إذا وثب على الأرنب يصيدها في البعد والقرب، له من البلاد بلاد الكرج، يخاف عليه من الصدمات ولا يجوز إرساله على الطرائد الصغار، لأنه يضرب شديدًا، فلهذا لا ترسله الأعاجم على الطرائد الصغار، ولا يصلح أن يرسل لطير الماء، وثمنه ألف دينار إلى خمس مئة دينار وذلك إنه قليل الخروج من بلاد الكرج لقلته عندهم ولا يخرج إلا على سبيل الهدية للملوك أو سرقة أو في زمان الهدنة. وكذلك الباز الأشهب أيضًا ولا يجوز أن يدعى إلا بريش كركي أو ريش حبرج، وذلك أن تجمع له من أجنحة تلك الطيور، وتخيط بعضها إلى بعض ثم تدعوه وتوثبه عليها ليتعلم ويعتاد على صيدها.
والكمّة له أصلح من أن يكون مطلق المنسر، وكونه يخرج من تحت الكمّة أشد شهوة الوثوب من أن يكون مطلق الرأس، وقد تموت شهوته للصيد كما تموت شهوة الفهد، وقد يعرض له أن تخلع كتفه من شدة الوثوب إذا كان مربوطًا.
باب ذكر الصقر وموطنه وجنسه وجيده ورديئه
وتسمى عند العجم البحرية، وهذه الصقور لا توجد إلا في وقت معلوم من السنة فإنها تقطع مجتازة في كل سنة مرتين. فأما المرة الأولى فيقال لها بلغة أهل العراق الطالع، يعنون بذلك لطالع من البحر، وهو إذا طلع كان من نصف شهر آب إلى آخر أيلول، وما قطع بعد هذه المدة يقال له المبتدر يعني المقيم وذكروا والله أعلم، يفرخ في الربع الخراب من الدنيا.
وقال العقلاء: إنه يطير في السماء عشرة أو خمسة عشر يومًا بلياليها، لا يأكل ولا ينزل إلى الأرض، ومصداق ذلك أن من الضواري من يخرج من القرناص وهو سمين، فيبقى اليوم أو الخمسة وفيها ما يبقى العشرة أيام وأكثر من ذلك لا يأكل.
مصداق ثانٍ، إن جميع الضواري يوجد له فرخ إلا الصقر واليؤيؤ، إنه لم يشاهد لها فرخ إلا لاحق بها، طائر معها، لأنها تفرخ في الصخور والجزائر التي بالبحر، ولعله إذا رأى مركبًا سايرًا في البحر تعلقت به.
والصقور الأحرار المنعوتة هي سبعة ألوان، منها الجيد ومنها الدون وأهل الخبرة تعرف ذلك لكثرة الممارسة والمداومة.
والعرب تختار الأسود وهو خيرها عندهم، وقد خطأ الفضلاء من أهل الخبرة البدوي لاختيار الأسود، وسلموا له أنه جيد لصيد الغزال لا للحبارى، لأن الحبارى لا تثبت له، وتخاف منه لسواده فتهرب قبل وثوبه عليها لكنها لا تهرب من الصقر الأبيض.
ومنها الأصفر والأشقر والأحمر، فأما الأخضر فهو جنس من أجناس السود وكذلك المسكي وكذلك الآرامك، ويخشى من الصيد فيها من صيد الأبيض، فإنه إذا لم يصد فيحوم ولا ينزل.
1 / 31