قال محمد بن منكلي: وإذا ابتليت بالخنزير وأنت فارس فاحذر أن تدنو منه لئلا ينخشك بنابه، هذا إذا كان فرسك معتادًا على رؤيته فإنه لا ينفر منه، وأما إذا لم يكن رآه فربما ينفر منه وفي ذلك نفعك، وربما كان نفوره لخفة لجامه، وإذا رميته فارمه مواجهة ليقع نشابك في جبهته، ففي ذلك هلاكه إن شاء الله تعالى.
وحيلة أخرى: إن كان في تركاشك ياسج خصوصًا إن كانت قوسك صلبة فارمه حينئذٍ بياسجك في قوائمه إن كنت لبقًا ورامٍ جيد فإنك إن عطلت قوائمه ولو واحدة تمكنت منه.
وهاتان الحيلتان من جملة حيلي المجرّبة.
وأما إن كنت راجلًا فاجعل حركتك دائمًا إلى خلفه واحذر من أن يجعلك على أحد جانبيه، فإذا صرت خلفه فأبعج تحت ذنبه، وإياك أن تضربه على رجليه لئلا ينشب سيفك فتصير بلا سلاح، وإن أمكنك قطع عرقوبيه أو أحدهما فقد تسلطت عليه، وإن اتفق لك والعياذ بالله غلبة أو تعب من مجاولته فنم مستلقيًا وسيفك ممدودًا بطولك لئلا يدوسه فينثلم، وإياك أن ترفع يدك لتضربه بسيفك فإنه ينخشك، لكن اختلسه بضربة في عرقوبه أو أبعجه تحت ذنبه، ولا تتعب نفسك في مجاولته لكن برفق، هذا إن كنت منفردًا أو معك رفيق جبان لا يتكل عليه كما قيل:
وما أكثر الأخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل
ولأجل ذلك قال القدماء: من علق على عضده الأيمن رجل سرطان لم يقربه خنزير ما دامت عليه، وإن قلعت عين الخنزير مات سريعًا فاعلم ذلك.
قال محمد بن عبد الله القوسري صاحب كتاب الجواهر في حرف الخاء: خانق النمر عشبة تقتل الكلب والذئب والنمر والفهد والسبع وأكثر الحيوان، ولم يذكر هيئة هذه العشبة ولا مكان منبتها، وهي في الخاصية كما قال، إذا طرحت على العقرب فإنها لا تطبق الحركة.
خواصه
عظم الخنزير: إذا حرق وحشي به الناسور أبراه وهو مجرب وإن علق عظمه على من به حمى الربع ذهبت عنه.
شحمه: إذا أذيب ومسح به إنسان قدمه لم يجز عليه سحرًا، ولم يصبه جنون وإن جففت مرارته ووضعت على البواسير قلعها من وقتها بإذن الله تعالى.
عظم الخنزير: يحرق ويسحق وتحشى به البواسير تهدأ وتبرأ إن شاء الله تعالى.
قيل ومن خاف السباع فليأخذ بيده أصلًا من أصول عنب الحية فإنها تهرب منه، وقيل عنب الحية هو عنب الثعلب.
باب كيفية صيد الفهد وذكر معادنه إذا وجد في المعدن، وتدبيره وتأنيسه وحمله ومداراته وبالله التوفيق
1 / 19