Umm Al-Qura University Journal 19-24

Group of Authors d. Unknown
56

Umm Al-Qura University Journal 19-24

مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤

शैलियों

إن المتأمل في كتاب الله ﷿ يجد أن أول ما فرض الحج في زمن إبراهيم الخليل ﵊ وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة: ﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾ (١) . يقول الإمام الشنقيطي ﵀: (الأذان في اللغة: الإعلام ...... والرجال في الآية: جمع راجل، وهو الماشي على رجليه، والضامر: البعير ونحوه. المهزول الذي أتعبه السفر، وقوله (يأتين): يعني الضوامر المعبر عنها بلفظ كل ضامر ...... والفج: الطريق، وجمعه فجاج ...... والعميق: البعيد ...... ثم قال والخطاب في قوله ﴿وأذن في الناس﴾ لإبراهيم كما هو ظاهر من السياق، وهو قول الجمهور ...... أي وأمرنا إبراهيم أن اذن في الناس بالحج: أي أعلمهم، وناد فيهم بالحج: أي بأن الله أوجب عليهم حج بيته الحرام. ثم قال: وذكر المفسرون أنه لما أمره ربه، أن يؤذن في الناس بالحج قال: يارب: كيف أبلغ الناس، وصوتي لا ينفذهم؟ فقال: نادِ وعلينا البلاغ. فقام على مقامه، وقيل على الحجر، وقيل: على الصفا، وقيل: على أبي قبيس، وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك) (٢) . وقال ابن كثير ﵀: بعد ذكره لكلام المفسرين السابق: (هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم) (٣) . وهذا النداء بعد أن أمره الله ﷿ ببناء البيت وتطهيره وتهيئته لحجاجه والطائفين به والمعتكفين فيه. أما عن البناء فقد قال تعالى مخبرًا عن أقدميته:

(١) سورة الحج (٢٧) (٢) الشنقيطي، أضواء البيان ٥/٦٥-٦٦. (٣) ابن كثير، تفسير القرآن الكريم، ٣/٢١٦.

1 / 56