Umm Al-Qura University Journal 19-24

Group of Authors d. Unknown
53

Umm Al-Qura University Journal 19-24

مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤

शैलियों

فبين القرآن الكريم أن ترك الحج وجحده كفر. ولذا قال عمر بن الخطاب ﵁: (من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديًا أو نصرانيًا) (١) . ولذا قال تعالى: ﴿ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾ . قال ابن سعدي ﵀: (فمن أذعن لذلك وقام به فهو من المهتدين المؤمنين، ومن كفر، فلم يلتزم حج بيته، فهو خارج عن الدين، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (٢) . وقال السيوطي في الإكليل عند ذكره لهذه الآية: (واستدل بظاهرها ابن حبيب على أن من ترك الحج وإن لم ينكره كفر) (٣) . وقال القاسمي: (هذه الآية الكريمة حازت من فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه مالا مزيد عليه، فمنها: الاتيان باللام وعلى في قوله: ولله على الناس حج البيت، يعني أنه حق واجب لله في رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته. ومنها: أنه ذكر الناس ثم أبدل منه من استطاع إليه سبيلا. وفيه ضربان.... ثم ذكرهما. ومنها قوله: ومن كفر مكان من لم يحج تغليظًا على تارك الحج. ومنها: ذكر الاستغناء عنه، وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان) (٤) . ولا شك أن هذا من عظم هذه العبادة، وعلو منزلتها في الدين، ورفعة مكانتها، ولو لم تكن كذلك لما ترتب الكفر على تاركها مع القدرة على الإتيان بها. ٣ - اشتراك الشرائع السابقة فيه: وقد أخبر النبي (بأن الأنبياء قد قصدوه، فقال: (ما من نبي إلا وقد قصد البيت إلا ما كان من هود وصالح.....) كما في سنن البيهقي (٥/١٧٧)، ومع توالي السنين انهدم فجدده إبراهيم وإسماعيل كما في قوله: ﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت﴾ (٥) .

(١) المرجع السابق، وقال: اسناده صحيح إلى عمر. (٢) ابن سعدي، تفسير كلام المنان، ١/٤٠٣. (٣) السيوطي، الأكليل، ص ٧١. (٤) القاسمي، محاسن التأويل، ٤/٩٠٩. (٥) سورة الحج (٢٦) .

1 / 53