Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
शैलियों
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ﴾ (١)، اختلف المفسرون في المراد بالفضل المذكور في هذه الآية على أقوال كثيرة، فمنهم من عمّم ذلك على مجموع ما آتاه الله من النبوة والملك والصوت الحسن والعلم وعمل الدروع.. وغير ذلك (٢)، ومنهم من خصّه بنوع من هذه الأنواع (٣)، ومنهم من خصّه بالصوت الحسن وبذلك قطع ابن العربي (٤) (ت٥٤٣ هـ)، ولعله اختار هذا القول نظرًا إلى السياق، لأن الله تعالى أتبعه بقوله: ﴿يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ﴾، قال الزجّاج (ت٣١١ هـ): «المعنى فقلنا يا جبال أوبي معه» (٥)، وقال العُكبري (ت٦١٦هـ): «أي وقلنا يا جبال، ويجوز أن يكون تفسيرًا للفضل» (٦)، أوّبي: أي رجّعي معه التسبيح (٧)، قال كثير من العلماء إن داود كان ذا صوتٍ حسن، فكان إذا رجع التسبيح والزبور بصوته الشجيّ رجّعت الجبال والطير مثل تسبيحه طربًا لصوته (٨)، وفي الصحيحين أن رسول الله (سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال: «لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود» (٩)، والمراد بالمزمار: الصوت
_________
(١) سبأ، الآية ١٠.
(٢) انظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٦/٤٨٥، محمد الأمين: أضواء البيان ٦/٦١٨.
(٣) انظر ابن العربي: أحكام القرآن ٤/١٥٩٤، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن ١٤/٢٦٤
(٤) أحكام القرآن ٤/١٥٩٥.
(٥) معاني القرآن ٤/٢٤٣.
(٦) إملاء ما منّ به الرحمن ٢/١٩٥.
(٧) الزمخشري: الكشاف ٣/٢٨١.
(٨) انظر ابن العربي: أحكام القرآن ٤/١٥٩٦، الرازي: مفاتيح الغيب ١٣/١٨٥، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ٦/٤٨٥، عبد الرحمن السعدي: تيسير الكريم الرحمن ٦/٢٦٤.
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة ٦/١١٢، ومسلم في الصحيح: كتاب صلاة المسافرين وقصرها ١/٥٤٦، رقم الحديث (٢٣٥،٢٣٦) .
1 / 29