Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
शैलियों
قال تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ﴾ (١)، وقال جلّ شأنه: ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ (٢) .
الضمير في ﴿وَعَلَّمْنَاهُ﴾، ﴿وَأَلَنَّا لَهُ﴾ راجع إلى داود ﵇، والمراد باللبوس في الآية: الدروع (٣)، وسميت لبوسًا لأنها تلبس كالثوب (٤)، والدرع «يلبس عادة على ثوب من النسيج المبطن يشبه الوسادة تحت حلقات المعدن أو صفحات رقيقة» (٥)، والبأس: القتال (٦) .
وتضمنت الآيتان الأخريان مادة الدروع وهي الحديد، ووصفها بأنها سابغات: «وهي التوامّ الكوامل من الدروع» (٧)، قال قتادة (ت ١١٨هـ): «كانت الدروع قبل داود صفائح، وهو أول من سردها وحلّقها» (٨)، «والسرد خرز ما يخشن ويغلظ كنسيج الدروع» (٩) والتقدير: الإحكام (١٠)، والمعنى: أحْكَم نسجها فيما يجمع بين الخفة والحصانة، لأنها لمّا كانت صفائح كانت ثقالًا تعيق المقاتل عن سرعة الحركة، وأمر بالتقدير لئلا يؤدي سردها إلى أن تكون ضعيفة لا تقوى على الدفاع (١١) .
_________
(١) الأنبياء، الآية ٨٠.
(٢) سبأ، الآيتان ١٠،١١.
(٣) الطبري: جامع البيان ١٦/٥٤.
(٤) انظر ابن فارس: معجم مقاييس اللغة، مادة (لبس) ٥/٢٣٠.
(٥) صلاح عاشور: تاريخ الدروع وتطورها، مجلة الجندي المسلم، العدد ٣١، ص٣٠.
(٦) الطبري: جامع البيان ١٦/٥٥.
(٧) المصدر السابق ٢٢/٦٦.
(٨) المصدر السابق ١٦/٥٥.
(٩) الراغب الأصفهاني: المفردات، مادة (سرد) ٢٣٠.
(١٠) انظر المصدر السابق مادة (حكم) ٣٩٦.
(١١) انظر ابن عطية: المحرر الوجيز ١٢/١٤٧.
1 / 22