उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या

बुत्रुस बुस्तानी d. 1300 AH
153

उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या

أدباء العرب في الأعصر العباسية

शैलियों

وأضاء وجه الملك بعد ظلام

أضحى بغاء وأقربوه وحزبه

وكأنهم حلم من الأحلام

والبحتري يصدر مدحه على الغالب بالغزل. وقلما عني بحسن التخلص، بل ينتقل وثبا، ويقتضب اقتضابا كأستاذه أبي تمام. ولكنه يختلف عنه بأنه أقل غلوا منه، وأشد تزلفا لممدوحه، وأكثر تحدثا بنعمه. وشعره كشعره حافل بالفوائد التاريخية، ففيه أخبار الوقائع والحروب التي جرت في أيامه، وأخبار الذين خرجوا على العباسيين من علويين وسواهم، وفيه غير ذلك من الحوادث التي تظهر لنا اضطراب الحالة السياسية في ذاك العصر.

وصفه

والوصف هو الذي رفع منزلة البحتري، وأحله في الطبقة الأولى؛ فقد أوتي من قوة المخيلة وروعة التصور ما جعله يتناول الأشياء المادية فيرسمها بشعره لمحا، فيخرج لها صورا دقيقة بارعة الفن. وقد يرتفع عن المرئيات فيمعن في سماء الخيال، ثم يعود بمختلف التصاوير والتهاويل، ملؤها حركة وحياة، فتحس كأنك تسمع جرسها، وترى خطراتها وتلمسها بأناملك العشر.

وكان لنشأة الشاعر في بادية منبج يد في تصفية خياله، فشب على ما يشب عليه أهل البداوة من دقة الحس، وصدق المخيلة، ورفت عليه منبج بجمالها الطبيعي الذي تغنى به الشعراء، فاستمد منها خياله البديع، ثم زاده ثروة بأسفاره إلى الأمصار المتحضرة، فبهرته المدنية الجديدة بمشاهدة عمرانها، فشغف بها، وصورها أحسن تصوير، كوصفه إيوان كسرى، وبركة المتوكل، وقصر المعتز، ومجالس اللهو والخمر، أو وصفه للمناظر الطبيعية، كدجلة والربيع. حتى إن أوصافه البدوية، على ماديتها الظاهرة وضيق حدودها، وسلوكه في أكثرها مسلك من تقدمه، لا يعدوها جمال الفن ولا سيما قصيدة الذئب.

وصف الإيوان

لم يخبرنا الرواة عن السبب الذي حمل البحتري على السفر إلى المدائن حتى زار قصور الأكاسرة، وطاف بها وبكى عليها. ولكن الشاعر يذكر في مستهل قصيدته أنه شخص إليها وملء فؤاده يأس وتشاؤم، فهو حزين لأنه استبدل العراق بالشام، وهو مثقل بالهموم يشكو جفاء ابن عمه له، فسفره كان إذن لتفريج الكرب، وللترفيه عن النفس.

وكان الإيوان يوم طاف به الشاعر خرابا، معرى من أثاثه، بعد أن أمر المنصور بهدمه، فأخذ البحتري بجلال معالمه ورسومه، واجتذبته روعة الفن، فانخطف على أجنحة الخيال، وتمثلت له عظمات الأكاسرة بما عرف من أخبارهم، وشهد من آثارهم. وذكر اليمن وغارة الأحبوش عليها، وانتصار كسرى لها، ورده الملك على أميرها ابن ابن ذي يزن، فأخذ يصف الإيوان، ويتغنى بفضل الفرس الذين أيدوا استقلال بلاده.

अज्ञात पृष्ठ