وينبغى أيضا أن نميز على كم جهة يقال المأثور، ومن أجل أى الأشياء: بمنزلة النافع أو الجميل أو اللذيذ. وذلك أن الذى هو نافع عند جميع الأشياء أو عند أكثرها هو الآثر متى كان يجرى أمره على المشابهة. وإذا كانت أشياء بأعيانها موجودة لكليها، فينبغى أن ننظر لأيهما يوجد أكثر وألذ وأجمل وأنفع. وأيضا ما كان من أجل الأفضل هو آثر بمنزلة أن ما هو من أجل الفضيلة أفضل مما هو من أجل اللذة. — وكذلك الأمر فى الأشياء التى تتجنب، وذلك أن الذى يعوق عن الأمور المأثورة أكثر هو يتجنب أكثر، بمنزلة ما يتجنب المرض أكثر من القبح، إذ كان المرض مانعا من اللذة ومن أن يكون الإنسان فاضلا.— وأيضا الموضع المأخوذ من التبين بأن الموضع متجنب ومأثور على مثال واحد. وذلك أن ما يختاره الإنسان ويتجنبه على مثال واحد يؤثر أقل من المأثور فقط.
[chapter 33: III 4] 〈تطبيق المواضع السالفة على الحدود البسيطة〉
فينبغى أن نجعل مقايسة بعضها إلى بعض كما وصفنا. — وهذه المواضع بعينها نافعة فى التبيين بأن شيئا من الأشياء — أى شىء كان — متجنب أو مأثور. وذلك أنه ينبغى أن ننتزع فصل أحدهما عن الآخر فقط، لأنه إن كان الأكرم آثر، فالكريم مأثور، وإن كان الأنفع آثر، فإن النافع مأثور. وكذلك الأمر فيما كان من الأشياء الأخر له هذه المقايسة. وفى بعض الأشياء نقول بحسب مقايسة الواحد إلى الآخر إن كل واحد منهما مأثور، أو أحدهما — مثال ذلك إذا قلنا إن أحدهما خير بالطبع، وآخر ليس بالطبع، لأنه من البين أن الخير بالطبع مأثور.
[chapter 34: III 5] 〈تعميم المواضع السالفة〉
पृष्ठ 545