टुपिका ली-अरिस्टुतालिस

अबू उतमान अल-दिमश्की d. 305 AH
191

टुपिका ली-अरिस्टुतालिस

طوپيقا لأرسطوطاليس

शैलियों

وينظر أيضا إن كان قد وصف هذا مع هذا، فينبغى أن يقول أولا إن قوله هذا مع هذا هو قوله: إما هذا وهذا، أو: هذا من هذه. لأن من قال: عسل مع ماء، فقد قال: إما عسلا مع ماء، أو المركب مع العسل والماء. فإن اعترف بأن قوله: هذا مع هذا، موافق لأحد القولين: أيهما كان — فيليق به أن يقول إن الأشياء التى قيلت أولا فى كل واحد من هذين متفقة. وأيضا إذا فصلت قولك واحدا مع آخر على كم جهة يقال، فينبغى أن ينظر إن كان ليس هذا مع هذا أصلا، مثل أن يقال واحد مع آخر: إما على أنه قابل واحد بعينه (كالعدالة والشجاعة فى النفس)، أو فى مكان واحد، أو فى زمان واحد، ولم يكن ما قيل فى هذه حقا أصلا، فمن البين أن التحديد الموصوف ليس هو ولا لواحد إذ ليس هذا مع هذا أصلا. وإن كان وجود كل واحد من اللذين فصل منهما على كم جهة، يقال واحد مع آخر فى زمان واحد بعينه حقا، فينبغى أن ينظر إن كان يمكن ألا يقال كل واحد منهما بالقياس إلى شىء واحد بعينه — مثال ذلك إن هو حد الشجاعة بأنها جرأة مع فكر صحيح. وذلك أنه قد يمكن أن تكون له جرأة على أن يحتفظ، وفكر صحيح فى الأمور الفاعلة للصحة. إلا أن الذى له هذا مع هذا فى زمان واحد ليس هو بعد شجاعا. — وأيضا أن كانا جميعا يقالان بالقياس إلى شىء واحد بعينه بمنزلة ما يقال بالقياس إلى الأشياء الطبية، فإنه ليس يمنع مانع من أن تكون له جرأة ما وصحة فكر بالقياس إلى الأشياء الطبية، إلا أنه على حاله لا هذا شجاعا، الذى له هذا مع هذا. وذلك أن كل واحد منهما ليس ينبغى أن يقال بالقياس إلى الآخر، ولا أى واحد استقبلك منهما إلى واحد بعينه، لكن بالقياس إلى الغاية التى للشجاعة، أعنى إلى مجاهدة الحروب، أو إن كانت غاية هى أكبر من هذه. — وبعض ما يوصف بهذه الصفة لا يقع تحت هذه القسمة التى ذكرت ، مثل أن يكون الغيظ غما مع توهم استخفاف. وذلك أنه إنما يريد أن يبين أن الغم إنما يكون بسبب هذا الوهم.

فأما كون الشىء بهذا السبب فليس هو مساويا لوجوده مع هذا فى صنف المذكورة.

पृष्ठ 669