فأخذ حامد في السفه والشتيمة وابن الفرات مطرق يبتسم. وأُمر القوم بالانصراف، فخرج علي بن عيسى وهو يقول: ما كان أغنانا عن هذا الاجتماع.
فحدث مؤنس بن عبد الكريم قال: قال لي المحسن بن علي بن الفرات: كاتبت أبي وهو محبوس وأشرت عليه بأن يضمن حامدًا وعلي بن عيسى وأسبابهما فامتنع، وقد كان المقتدر بالله يعرض ذلك عليه فيأبى. وقال لرسولي: العافية أعفى لي، قد استرحت وأمنت وعلت سني مع ذلك، وتعرضي لما قد استرحت منه جهل. فلما خاطبه ابن الحواري بما خاطبه به أحفظه فضمن القوم على أن لا يعارض فيهم، وخرج ففعل المحسن ابنه الأفاعيل المشهورة، وقتل ابن الحواري وغيره. فلما قبض عليه قام في نفسه أنه مقتول وقال لشفيع وقد تسلمه: قل لأمير المؤمنين: إن آمنتني وحميتني أعطيتك مالًا كثيرًا وجوهرًا خطيرًا وأشياء نفيسةً ذخرتها، وإن سلمتني إليهم لم أُعطك والله حبةً واحدة. فلم يورد شفيع هذه الرسالة على المقتدر، لشيء كان في نفسه على ابن الفرات. فلما أُمر بتسليمه إلى ابن بعد شر قال لشفيع: يا أبا الغصن، ليس بيننا إلا عبور دجلة والوفاء بأحد الضمانين. فوفى بما قال، ولم يعطهم شيئًا. وكان المكتفي بالله أمر العباس بن الحسن أن يجرد جيشًا إلى الحاج، فإذا انصرفوا وحصلوا بالكوفة طلب حينئذ زكرويه. فقال له العباس: إلى رجوع الحاج ربما يكفي الله مؤُونته. وجلس العباس في داره وعنده وجوه الكتاب والقواد، فقال لهم: إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وكذا، وإني أشرت بترك طلب
1 / 80