وذكر أبو الطيب الكلوذاني كاتب ابن الفرات قال: رأيت في منامي وأنا في الاعتقال كأن مؤنسًا المظفر قد دخل إلى موضعي وفي يديه عشرة خواتيم، فصوصها ياقوت أحمر وواحد منها لطيف في البنصر، فقال لي: قد قتل ابن الفرات ووالله ما أردت قتله، وإنما قيل لي فيه وأمسكت وسنقتل كلنا بالسيف، وأولنا جعفر المقتدر بالله، ولا يسلم منا من السيف إلا نصر الحاجب فإنه يموت مسمومًا. قال: فسألته عن الخواتيم فقال: هي عدد سني ولايتي. قلت: فلم هذا الواحد الصغير؟ فقال: إنه لا يتم سنةً. فعاش مؤنس بعد هذه الرؤيا دون عشر سنين وقتل بالسيف.
قد مضت سياقة أمر ابن الفرات ونحن نتبعه بما عرفناه من أخباره منثورا
حدث أبو الفتح عبد الله بن محمد المروزي الكاتب قال: حدثني بعض الشيوخ الكتاب أن أبا الحسن بن الفرات قال لأبي منصور ابن جبير كاتبه: أينا أكفى أو علي بن عيسى؟ فقال: الوزير أكفى وأضبط. قال: دعني من استعمال التقية واسلك معي سبيل الحقيقة. قال: إن أردت أن تخبر ما عندي وتسبر عقلي فاجعلني آمنًا في قولي. قال له: أنت آمن قال: إذا حضر علي بن عيسى بين يدي خليفة فأراد أن يكتب سرًا كتب وأسحى وختم وخرط ولم يحتج إلى معين، وأنت تستدعي زنجيًا ليكتب،
1 / 72