المظفر ونصر الحاجب الأستاذان والقضاة والكتاب في مجلس الوزير أبي القاسم الخاقاني وأُحضر ابن الفرات، وناظره الخاقاني، فلم يكن من رجاله، وكاد ابن الفرات أن يأكله. وكان من قوله له: أغللت ضياعك في مدة أحد عشر شهرًا ألف ألف دينار. فقال: قد كانت الضياع في يد علي بن عيسى عشر سنين، هي أيام وزارته وأيام نظره مع حامد فما ارتفع له منها أربعمائة ألف دينار. فإذا أغللتها أنا في مدة أحد عشر شهرًا ألف ألف دينار فقد ادعي لي المعجز بذلك. فقال له: قد أضفت إلى حق الرقبة حقوق بيت المال. فقال: ما يتمكن أحد أن يستر ما في الدواوين، فانظروا ارتفاع النواحي السلطانية في أيامي، وارتفاعها في أيام علي بن عيسى وحامد ووزارة أبيك التي دبرتها أنت، فإن كان ارتفاع نقص في أيامي لزمتني الحجة، أو في أيامكم عرف أثري. ومع هذا فقد علم الخاص والعام ما جرى في وزارة أبيك من الشغب حتى أخرج أمير المؤمنين من بيت مال الخاصة خمسمائة ألف دينار أنفقها في الجيش على يد شفيع اللؤلؤي. وما فعله علي ابن عيسى من إسقاط الناس وحطهم من أرزاقهم، وما فعلته أنا في نظري من توفية الحاشية جميع استحقاقها مع زيادات تكلفتها وتحملتها لأحبب أمير المؤمنين إلى خدمه وأولياء دولته. وخوطب على أمر من قتل من المصادرين، فقال: ليس يخلو الأمر من أن
1 / 66