[قضية الفضلي وغدره]
ومن ذلك قضية الفضلي أنه غدر ونكث وأثار الفتنة التي[9/أ] خرج لأجلها مولانا الصفي-أيده الله تعالى- في شعبان سنة إحدى وسبعين [وألف] وأنه طلب الأمان من مولانا أحمد وضمانة بعض سلاطين المشرق، وفعلوا له ذلك مرة أو مرتين ثم نكث وأخذ في الهرب إلى مغاور وبلاد لا تليها دولة حق ولا غيرها، فتجرد لطلبه ولدا مولانا الصفي أحمد بن الحسن -أيدهما الله- فيمن خف فأدركوه في بعضها من غير عهد ولا عقد، ووصلا به إلى والدهما أحمد بن الحسن -حفظه الله- وقد تجرد من ألفافه وثيابه ليخفي حاله فأمكن الله منه، ووصل إلى الإمام -عليه السلام- كما وجدوه على حالته عاريا منفردا.
قال القاضي أحمد بن صالح -أيده الله-: وفي أثناء هذه الغزوة كرامة عظيمة.
قال مولانا صفي الإسلام -حفظه الله-: توجهنا إلى محل قريب من جبل أهل فضل، وكان هنالك في المخيم الذي أردنا فيه الإقامة بقرب الجبل بيران فيهما ما لايعرف قدره،، فكنا تقدمنا متوكلين على الله، ومستندين إلى ما بلغنا أنهما بيران، فلما وصلنا وضربت الخيم ولم أكن [قد] استقريت في محلي، وإذا قائل يقول: فرغ الماء ولم يبق شيء، قال: فأخذني ما قدم وما حدث، وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وتفكرت كيف يكون العمل إن عدنا إلى المخيم فهو بعيد، وما عندنا من الماء ما يبلغنا إليه، وإن تقدمنا فالأمر عظيم لذلك رجعت إلى الله تعالى، فلم يكن إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى انصبت السماء بما فيها، وأقام الجند هنالك على خير مقام وهذه مشهورة متواترة.
पृष्ठ 129