ومن ذلك الكرامة العظمى وهي قضية السلطان جعفر بن عبدالله بن عمر الكثيري ، فإنه وصل إلى الإمام -عليه السلام- وبايعه وأحسن إليه وأعطاه ما لا يقدر قدره، وذهب إلى حضرموت، ثم غدر بعمه السلطان بدر بن عمر وهو وال للإمام -عليه السلام- على ظفار وما والاها من البلاد المنسوبة إلى حضرموت كما سيأتي، وقتل ولده وأخذ ظفار، ونجا عمه إلى الإمام -عليه السلام- من طريق البحر الأحمر وبلاد المهرب فكان معه تلك المخارج التي لم يسبق إلى مثلها في أرض اليمن، والأهوال التي لحقت المسلمين في الزمن، وعاد جند الإمام من حضرموت -وهو أي جعفر المذكور- في ظفار على عتوه وغفلة، وعادت تلك المحاط المنصورة التي يقال أولها في تريم وأقاصي حضرموت، وآخرها في حصن ضوران من غير أن يقضوا حاجة من الظفر بالمذكور، واستقروا في صنعاء المحروسة بالله من محرم إلى شهر شعبان من العام المذكور آنفا، ولم يشعر الإمام -عليه السلام- ثم وصل إلى الإمام -عليه السلام- ولم يكن بينه وبينه إلا مسافة الطريق.
وأخبرني بعض الخواص مكاتبة أن الإمام -عليه السلام- قال: وقد شكى عليه مولانا الصفي أحمد بن الحسين -أيده الله- عظم ما لقى من التعب في هذا المخرج وأنه لم يحصل له المقصود من الظفر بجعفر هذا المذكور، فقال الإمام -عليه السلام- وقد وقع في نفسه الرقة لمولانا أحمد للمسلمين: وأنا أطلبه من الله سبحانه وتعالى، وأساله أن يمكن منه بحوله وقوته، وأخذ في الدعاء على ذلك فكان ما ذكرناه من وصوله بغير شعوره.
पृष्ठ 128