الأشراف، فهدده طفيل أميرها، فبادر لمكة معتمرا، واستناب البدر بن فرحون، فلم يلبث أن عزل طفيل، وعاد البدر حسن إلى المدينة على وظائفه، ثم إلى القاهرة، فمات في أثناء سنة إحدى وخمسين.
واستقر بعده فيها الشمس محمد بن عبد المعطي الكناني العسقلاني المضري بن السبع، فتعرضوا لنقصه في العلم، وعدم اجتماع شروط الخطباء به، ورسوم ما تولاه مع سياسته ومداراته، فصرف أثناء سنة أربع وخمسين بالبدر إبراهيم بن أحمد القرشي المخزومي بن الخشاب، وقدمها في موسمها ذي الحجة، ثم أعيد ابن السبع في آخر التي تليها، وقدم في سنة ست، قدام إلى ربيع الثاني سنة تسع وخمسون، فصرف بعود الهوريني، وناب عنه البدر بن فرحون ولم يلبث أن مات الهوريني في أول التي تليها.
فاستقر فيها التاج محمد بن عثمان الخضري الأنصاري الصرخدي الكركي، ووصل في أثنائها فلم يسلم من كلام كثير، وعزل ابن فرحون من النيابة، فجاءه توقيع بإجرائه على عادته، وسافر التاج في موسم سنة خمس وستين، واختار الإقامة بمصر، فاستقر فيها الشمس محمد بن سليمان الحكري المقري، وقدمها في ذي الحجة من التي تليها إلى أن انفصل بالشمس محمد بن أحمد بن عبد الرحمن القرشي الجعبري، ثم الدمشقي ابن خطيب بيروه، وباشر نحو سنتين فاستقر، وأعيد ابن الخشاب في سنة اثنتين وسبعين، ورجع ليتداوى، فمات بحرا في أثناء سنة خمس وسبعين.
فاستقر المحب أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي. وقدمها في مستهل شعبان منها، ثم صرف عن الخطابة والإمامة بصهر الشهاب الصقلي، ثم أعيدتا له، وناب عنه فيها التقي المقري محمد بن صالح المدني، إلى أن صرف المحب عن الجميع في جمادي الأولى سنة ثماني وثمانين بالزين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، ثم صرف الزين في شوال سنة إحدى وتسعين بالشهاب أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي السلاوي، ثم في التي تليها بالزين عبد الرحمن بن علي بن خلف الفارسكوري، ثم انفصل قبل مباشرته بنفسه، ولكن بمباشرة نائبه ناصر الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن صالح في ذي العقدة منها، مع إضافة نظر المسجد إلى الوظائف الثلاثة، وكان أول من استقل بالقضاء من أهل المدينة، ثم صرف عنها بالجمال محمد بن علي بن أحمد القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي في سنة خمس وثمانمائة، ولكنه لم يباشره، لكونه كان بمكة، فناب عنه الرضى أبو حامد المطري، وكان في هذه المدة- أيام الظاهر برقوق-النظر مع الشهاب السنديوني.
1 / 30