तुहफ़
التحف شرح الزلف
शैलियों
قال: ويلتفت إلى ابن خضير، ويطلب منه أن يذهب حيث شاء، وهو في حل من مساعدته في هذه الشدة، ولكن النفوس الشريفة لا تستطيع أن تتخلى عن أصدقائها في اللحظات الحرجة، ولو كان ذلك يكلفها الموت، فيقول له ابن خضير: وأين المذهب عنك.
وهذا ما حصل مع الحسين بن علي حين طلب من الذين حوله أن يتركوه وحده يواجه جيش العراقي، ولكنهم رفضوا، استأذن ابن خضير ودخل المدينة، واتجه مباشرة إلى السجن فأخرج أمير المدينة السابق رياح بن عثمان وأخاه عباس وذبحهما، وأحرق الديوان الذي فيه ذكر أسماء أصحاب محمد، ثم رجع وقاتل مع محمد حتى قتل، وكان الخراسانيون إذا رأوه ابتعدوا عنه وتفرقوا.
ومن الذين صمدوا وصبروا مع محمد قوم من مدينة جهينة يقال لهم: بنو شجاع كسروا أغماد أسيافهم، وقاتلوا حتى قتل أكثرهم.
إلى قوله: أراد محمد مبارزة حميد بن قطحبة من قواد الجيش العباسي، فرفض هذا الأخير، وكأن محمدا أراد نهاية المعركة إما بقتل أكبر قواد الجيش المعادي، أو مقتله هو.
قلت: وقد ساق أكثر هذه الأخبار في الشافي والحدائق الوردية وغيرهما، وإنما آثرنا النقل من كتب العامة الموثوق بها عند الفريقين لتأكيد الحجة عليهم.
وروى في الشافي من طريق الطبري بسنده، قال: لما حج أبو جعفر سنة أربعين حج تلك السنة محمد وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن، وهما متغيبان فاجتمعوا بمكة، وأرادا اغتيال أبي جعفر، فقال لهم الأشتر عبدالله بن محمد بن عبدالله: أنا أكفيكموه، فقال محمد: لا والله لا أقتله غيلة حتى أدعوه، فنقض عليهم أمرهم ذلك، وكانوا قد أجمعوا عليه فافرق بين أقوال الأئمة والجبابرة إن كنت من أهل الدين والبصيرة..إلى آخر كلامه عليه السلام.
قال: وكان شدة هرب محمد بن أبي جعفر أن أبا جعفر كان قد عقد له بمكة مع المعتزلة، فهذا أبو جعفر قد نكث البيعة مضافا إلى ما ركب من المعاصي، وقد كان لا يدع لله حرمة فيما يشد سلطانه.
पृष्ठ 94