332

तुहफ़

التحف شرح الزلف

शैलियों

فأما من أقدم على ثلم أعراض أئمة الآل الهداة، فقد تسربل بسربال الوبال، وانتظم في سلك أرباب الضلال، وحق عليه غضب الملك المتعال، وحظه أخطأ، وعلى نفسه أساء، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} [الشعراء:227]، وأعجب من هذا إن كان من خلطاء الجهل، وأسراء التقليد، من جعلهم الله أقرب شبها بالأنعام، المنهمكين على جمع الحطام، الذي لا يفرقون بين الحلال والحرام، قد تسموا بأهل المعرفة، وتزيوا بشيء من تلك الصفة، ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض، لا يكلون النظر إلى أربابه، ولا يقفون على ما هم أحق وأولى به.

فتصاهلت عرج الحمير .... فقلت من عدم السوابق

ضلوا وأضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم الكاذبون.

هذا، وأما من طهرهم الله عن الأرجاس، واصطفاهم على كافة الناس، فليس بضارهم شيئا، فقد ألحقهم الله بآبائهم من النبيين، وقدس أرواحهم في عليين، وقد أوذي النبي، وعصي الوصي، فما زادهم الله إلا علوا وارتفاعا، ولا تجد ذلك إلا في همج الدنيا، وأتباع الهوى، وأما أولياء الله فلو ضربوا بالسيوف ما زادهم إلا حبا، كيف وقد أنزلهم الله في منزلتهم واصطفاهم من شجرتهم، وخالطهم الإيمان، ووقفوا على حقيقة العرفان، ورسخت أقدامهم على هدي السنة ومحكم القرآن، جزاهم الله عن أهل بيت نبيهم أفضل الجزاء.

पृष्ठ 339