قال الشوكاني: مع هذه الفضائل التي نالها في هذا الأمد القريب، فهو مجاهد للأتراك محاصر لصنعاء مع الحسن والحسين ابني الإمام القاسم، كان مطرحه في الجراف يشن الغارت على الأروام في جميع الأيام.
إلى قوله: وإذا سافر أول ما تضرب خيمة الكتب، وإذا ضربت دخل إليها ونشر الكتب والخدم يصلحون الخيام الأخرى، ولا يزال ليله جميعه ينظر في العلم ويحرر ويقرر مع سلامة ذوقه، وكان مع هذه الجلالة يلاطف أصحابه وكتابه بالأدبيات والأشعار السحريات من ذلك أبيات كاتب بها السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال، منها:
أفدي الحبيب الذي قد زارني ومضى .... ولاح مبسمه كالبرق إذ ومضا
نضا علي حساما من لواحظه .... فظلت ألثم ذاك اللحظ حين نضا
فأجابه السيد الحسن بأبيات منها:
قد لاح سعدك فاغتنم حسن الرضا .... من أهل ودك واستعض عما مضى
لما بعثت لهم بطيفك زائرا .... تحت الدجى ولفضلهم متعرضا
بعثوا إليك كتائبا من كتبهم .... هزموا بها جيش اصطبارك فانقضى
..إلى قوله: وتوفي رحمه الله في سنة (1048ه) ثمان وأربعين وألف.
قلت: والصواب (1044ه) أربع وأربعين وألف، كما في الطبقات، وفي موضع من مطلع البدور، وهو في موضع آخر منها كما هنا، وقد أوجب الاعتماد على ذلك الخطأ في شرح الزلف الطبعة الأولى، وقد صححته في الأخرى (ص214 س8).
ولا غرو ففضل الله يؤتيه من يشاء، وهذا جده الإمام عز الدين عليه السلام بلغ رتبة الاجتهاد، في نحو العشر وهي قسم إلاهية، يؤتي الحكمة من يشاء، ودعا الله أن يقبض روحه فاستجاب له ولم يلبث إلا ثلاثة أيام.
पृष्ठ 330