ولم يزل خافضا بحسامه وجوه المعتدين، رافعا ببيانه فرائض رب العالمين، حتى قبضه الله إليه في المحرم سنة أربع عشرة وستمائة، عمره اثنتان وخمسون سنة وثمانية أشهر، واثنتان وعشرون ليلة. مشهده بظفار.
صفته عليه السلام: كان طويل القامة، تام الخلق، دري اللون، حديد البصر حدة مفرطة، أبلج، كث اللحية، كأنه قضيب فضة، قد غلب الشيب على عارضيه.
وقد أعلم به محمد بن أمير المؤمنين عليهم السلام في أبيات له، قال فيها:
ووديعة عندي لآل محمد .... أودعتها وجعلت من أمنائها
ثم أشار إلى الوقت الذي قام فيه الإمام فقال:
وهناك يبدو عز آل محمد .... وقيامها بالنصر في أعدائها
ونقل من قصيدة قديمة ذكر صاحبها صفات الغز الذين جاهدهم الإمام عليه السلام، منها:
أهل فسق ولواط ظاهر .... أهل تعذيب وضب بالخشب
يتركون الفرض والسنة لا .... يعرفون الله ليسوا بعرب
ينقلون المال من أرض سبأ .... نحو مصر ودمشق وحلب
فإذا ما الناس ضاقوا منهم .... في بسيط الأرض طرا والحدب
ظهر القائم من أرض سبأ .... يمني السكن شامي النسب
اسمه باسم أبي الطهر النبي .... ذاك عبدالله كشاف الكرب
يملأ الأرضين عدلا مثلما .... ملأت جورا وهذا قد غلب
وفي الأسانيد اليحيوية للقاضي العلامة تقي الدين عبدالله بن محمد بن عبدالله بن أبي النجم، المتوفى سنة تسع وأربعين وستمائة: وبإسناده عن زيد بن علي أنه قال: نحن الموتورون، ونحن طلبة الدم، والنفس الزكية من ولد الحسن، والمنصور من ولد الحسن..إلى آخر الأثر، وهو في أحكام الإمام الهادي إلى الحق.
ووجدت في رسالة القاضي العلامة فخر الدين عبدالله بن زيد العنسي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مخاطبا فاطمة عليها السلام: ((فإن من ولدك الهادي، والمهدي، والمرتضى، والمنصور))، انتهى.
ومدة إمامته تسعة عشر عاما، وتسعة أشهر وعشرون يوما.
पृष्ठ 272