وكم أجاب على غاو ومبتدع .... كمثل نشوان واليامي ذي النكر أما قوله: واليامي ذي النكر، فقال الشرفي: عنى به قاضي الإسماعيلية، وعالمهم في زمانه، ومنجمهم وشاعرهم، محمد بن أحمد صاحب كتاب الصريح صنو حاتم بن أحمد.
وذكر في سيرة الإمام أحمد أن حاتما لما كاتب الإمام يريد الدخول في طاعته لم يقبله الإمام لأمور قد عرفها منه، فرد حاتم بن أحمد كلاما جافيا، وتمثل فيه بقول المتنبي:
كدعواك كل يدعي صحة العقل .... ومن ذا الذي يدري بما فيه من الجهل
فرد علي الإمام عليه السلام:
إذا كنت لا تدري بما فيك من جهل .... فذاك إذا جهل مضاف إلى جهل
ولم انتحل ما ليس في وإنما .... مقالي حق قد يصدقه فعلي
ومن جهل الرحمن والرسل لم يكن .... بمعترف يوما بحق بني الرسل
إلى قول الإمام:
بسم الله الرحمن الرحيم، حمدت من أنطق الفيلسوف بذكره وحمده، وإن كان مبطنا من ذلك بخلافه وضده ؛ لأنه سلك في مبتدأ كلامه طريقة محمودة، لو أتمها فذم الجفاء والمشاتمة، ثم عاد إليها.
..إلى قوله:
جرى ما جرى حتى إذا قيل سابق .... تلاحقه عرق الحران فبلدا
..إلى قوله: ولا لوم عليه فإنه مضى يوم دخلنا عليه صنعاء بعض لب فؤاده، ومضى بعضه يوم الشرزة، فبقي بلا لب إلا ما يتكلفه.
..إلى قوله: وما مثله هو وهم إلا مثل بعوضة لا يدري الإنسان إلا طنينها مع أذنه، فإذا طلبها لم يجدها، وقد بلغت مكروهه ومكروه غيره بمحمد الله تعالى:
إذا شئت أرغمت العدو ولم أبت .... أقلب فكري في وجوه المكائد
وقد هجانا أخوه الذي مات طريدا لنا فناب عنا بعض شيعتنا، فقال:
لو سار ألف مدجج ليحل في .... غمدان غير إمامنا لم يقدر
تلك الشجاعة لا شجاعة معشر .... مثل العجائر في ضلال المنظر
..إلى قوله: وإن أحسن المدح ما أقربه الضد لضده..إلى قوله: فقد شهد لنا بالإمامة، والوفاء والزعامة، وقال فينا:
رأيت إماما لم ير الناس مثله .... أبر وأوفى للطريد المشرد
عفا ووفا حتى كأني عنده .... أخ أو حميم لست عنه بمبعد وقال أخوه أسعد في شعره:
पृष्ठ 269