239

तुहफ़

التحف شرح الزلف

शैलियों

..إلى قوله: فلما قومهم بالهدى والتقى، وجنبهم مصارع الغي والردى، أنزل عليه العلي الأعلى تبارك وتعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}، أمرهم تعالى أن يكافئوا جلائل النعم، ويجاوزوا فواضل هذه القسم، بإعظام الذرية، وإكرام نجل النبوة، فرضا حتمه على كافة البرية، وأكده رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالوصية، حين قال للسبطين الطيبين الطاهرين السيدين الحسن والحسين عليهما السلام: ((آذى الله تعالى من آذاني فيكما، ورحم من رحمني فيكما))، وحين قال: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) فجعل الكتاب والعترة وديعتين عظيمتين هاديتين مهديتين باقيتين، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم)).

..إلى قوله: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن عدل عنها غرق وهوى))، ونظار ذلك كثير.

قال: فأطاع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الوصية قوم موفقون مسددون، وعصاه آخرون محرومون مبعدون، وهذا الحي من همدان أهل المجد والبأس والمراس، والنجدة وسراة الناس، ممن رضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعتهم وموالاتهم، ومشايعتهم ومصافاتهم ومحاماتهم دوننا أهل البيت، ومدافعتهم وإنصافهم في شيعتنا، ومظاهرتهم وموازرتهم للقائم منا، ومصاحبتهم ومكاتفتهم علينا، فقد شملت فواضلهم، وعمت نوافلهم، فهم بطانتنا وخاصتنا، وأولياء دعوتنا، وأعضاء دولتنا، وحماة حوزتنا، ومفزع رأينا ومشورتنا، فجزى الله تعالى أحياءهم عنا خيرا وبرا وحمدا ومنا وشكرا، وأوسع موتاهم ثوابا وأجرا وعفوا وغفرا، فكم من عظيمة دوننا تولوها، وكم من كريهة حلوها، وكم من شهيد منهم تحت لواء الحق معفر، وقتيل أمام إمامه مجدل، وصريع في قلب مصافه مزمل.

पृष्ठ 246