فسام أمتنا الخسف، ومنعهم النصف، وألبسهم الذل، وأشعرهم الفقر، وأخذ أبي عبدالله شيخ المسلمين وزين المؤمنين، وابن سيد النبيين صلى الله عليه وآله وسلم في بضعة عشر رجلا من أهل بيتي، وأعمامي صلوات الله عليهم منهم: علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي المجتهد والمحتسب ، وأبو الحسين المستشهد بفخ بالأمس صلوات الله عليهم أهل البيت إنه حميد مجيد.
فأخرج بهم أبو الدوانيق الزنديق، فطبق عليهم بيتا حتى قتلهم بالجوع، وبعث أخي محمد بن عبدالله بن الحسن صلى الله عليه وآله وسلم ابنه عليا إليكم فخرج بمصر، فأخذ فأوثق، وبعث به إليه فعلق رأسه بعمود حديد، قتل أخوي محمد ثم إبراهيم صلوات الله عليهما العابدين العالمين المجتهدين الذائدين عن محارم الله شريا والله أنفسهما لله جل ثناؤه فنصب رؤوسهما في مساجد الله على الرماح حتى قصمه قاصم الجبارين، ثم ملك بعده ابنه الضال، فانتهك الحرمات واتبع الشهوات، واتخذ القينات، وحكم بالهوى، واستشار الإماء، ولعبت به المدنى، وزعم أنه المهدي الذي بشرت به الأنبياء، فضيق على ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وطردهم وكفل من ظهر منهم وعرضهم طرفي النهار، حتى أن الرجل ليموت من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما يخرج به حتى يتغير.
ثم بعث إلي وقيدني، وأمر بقتلي فقصمه قاصم الجبارين، وجرت عليه سنة الظالمين، فخسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
ثم ملك بعده ابنه الفاسق في دين الله، فسار بما لا تبلغه الصفة من الجرأة على رب العالمين، ثم بعث ليأخذ نفرا منا، فيضرب أعناقهم بين قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره، فكان من ذلك ما لا أظنه إلا قد بلغ كل مسلم.
ثم قتل أخي سليمان بن عبدالله، وقتل ابن عمي الحسين بن علي صلوات الله عليه في حرم الله، وذبح ابن أخي الحسن بن محمد بن عبدالله في حرم الله بعدما أعطي أمان الله.
पृष्ठ 165