ثم بين جل وعلا موضع حجته، ومنبع حكمته من هذه الشجرة المطهرة من ذرية الرسول والوصي صلى الله وسلم عليهما وعلى آلهما، لباب هذه الذرية المصطفاة، وخيار الخيار من الصفوة المجتباة، فقال عز من قائل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر:32]، وقال سبحانه وتعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب:33]، وقال عز من قائل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23]، وقال تبارك وتعالى: {ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء:59]، وقال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل:43]، وقال جل وعلا: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} [الرعد:7].
ولما وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصارى نجران أمره الله أن يسلك معهم طريقة الأنبياء من قبله، فقال عز وجل: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} [آل عمران:61]، فدعا صلى الله عليه وآله وسلم أصحاب الكساء، وهم: أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، وابنته سيدة النساء وخامسة أهل الكساء، وولداهم السيدان الحسنان، فأظهر الله بالمباهلة معجزة الرسول، وأوضح للخلق عظم منزلة أهل بيت النبوة.
पृष्ठ 21