तुहफ़
التحف شرح الزلف
शैलियों
وكيف أنساه ما أذكره ليلا إلا أقض علي مضجعي، وأقلقني عن موضعي، ولا نهارا إلا أمر علي عيشي، وقصر علي نفسي، حتى وددت أني أجد السبيل إلى الاستعانة بالسباع عليكم، فضلا عن الناس، وآخذ منكم حق الله الذي وجب عليكم، وأنتصر من ظالمكم، وأشفي غليل صدر قد كثرت بلابله، وأسكن قلبا جم وساوسه من المؤمنين، وأذهب غيض قلوبهم ولو يوما واحدا، ثم يقضي الله في ما أحب.
وإن أعش فمدرك ثأري داعيا إلى الله سبحانه على سبيل رشاد أنا ومن اتبعني، نسلك قصد من سلف من آبائه وإخوتي وإخواني القائمين بالقسط، الدعاة إلى الحق، فإن أمت فعلى سنن ما ماتوا غير راهب لمصرعهم، ولا راغب عن مذهبهم، فلي بهم أسوة حسنة، وقدوة هادية، فأول قدوتي منهم أمير المؤمنين رضوان الله عليه، إذ كان ما زال قائما وقت القيام مع الإمكان حتما، والنهوض بمجاهدة الجبارين فرضا، فاعترض عليه من كان كالظلف من الخلف، ونازعه من كان كالظلمة مع الشمس، فوجدوا لعمر الله من حزب الشيطان مثل من وجدت، فظاهرهم من أعداء الله مثل من ظاهرك، وهم لمكان الحق عارفون، ولمواضع الرشد عالمون.
فباعوا عظيم أجر الآخرة بحقير عاجل الدنيا، ولذيذ الصدق بغليظ مرارة الإفك، ولو شاء أمير المؤمنين لهدأت له، وركنت إليه ؛ بمحاباة الظالمين، واتخاذ المضلين، وموالاة المارقين، ولكن أبى الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذا، ولا للظالمين مواليا، ولم يكن أمره عندهم مشكلا، فبدلوا نعمة الله كفرا، واتخذوا آيات الله هزوا، وأنكروا كرامة الله، وجحدوا فضيلة الله لنا.
पृष्ठ 121