The Nature of Innovation and Its Rulings
حقيقة البدعة وأحكامها
प्रकाशक
مكتبة الرشد
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
الفترة الرابعة: ١٧٨ - ٣٠٠هـ:
في هذه الفترة تبلورت كثير من البدع وتداخل بعضها في بعض، وأصبح لبعض المبتدعة قوة وسلطانًا، ولبعض البدع مدارس ومناهج.
وفي هذه الفترة توسعت الترجمة عن كتب الفرس، والهند، واليونان، وأصبح الإطلاع والتعلم من الكتب الفلسفية ميزة يحرص عليها الناس، ففُتن كثير من الناس بما يسمى (العقليات) فكانت فتنة الابتداع تترسخ ببعد الناس عن النقل، الذي هو الوحي الموافق للفطرة والعقل، وبما زُعم لهم من مسلمات عقلية وقواعد منطقية لا تقبل النقاش فضلًا عن الرد.
فأخذت الفرق المبتدعة من هذه سندًا فكريًا لها، فالصوفية أخذت فلسفة الإشراق من الهند، والمعتزلة أخذت فلسفتها العقلية من المنطق اليوناني، والشيعة والباطنية أخذت فلسفة الإمامية والعصمة والحلول والتناسخ من فلسفات الفرس وهكذا ...
وكما قال شيخ الإسلام عن هذه الفلسفات المعربة:
(... فعُرب بعض كتب الأعاجم الفلاسفة من الروم والفرس والهند في أثناء الدولة العباسية.
ثم طُلبت كتبهم في دولة المأمون من بلاد الروم، فعُربت ودرسها الناس وظهر بسبب ذلك من البدع ما ظهر ...) .
وفي هذه الفترة دخلت بعض البدع السالفة في بعض، فالمعتزلة مثلًا أخذت من القدرية والجهمية والخوارج.
والشيعة أخذت من المجسمة، والمرجئة أخذت من الجبرية، والصوفية أخذت من التشيع وهكذا ...
بيد أنه حصل لهذه الفرق من الشتات ما جعل كل فرقة منها تنقسم إلى
1 / 126