241

The Messenger Leader

الرسول القائد

प्रकाशक

دار الفكر

संस्करण संख्या

السادسة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢ هـ

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

متزن حكيم، فكره عروة أن يعود من مفاوضة النبي ﷺ، فيسمعه رجال قريش ما يسوءه؛ فاعتذرت له قريش مؤكدة أنه عندهم غير متّهم، وأنها تطمئن الى حكمته وحسن رأيه؛ فخرج الى محمد ﷺ وذكر له أن مكة المكرمة بلده الحبيب وأن بها قومه وعشيرته، فلا يصح له مهاجمتها بمن جمع من أوشاب «١» الناس الذين سينكشفون عنه منهزمين إذا اشتد الخطب. فأجابه أبو بكر الصديق ﵁: (أنحن ننكشف عنه)؟!
وعاد عروة الى حديثه مع الرسول ﷺ وجعل يمسّ لحية النبي ﷺ وهو يكلّمه، فقرع المغيرة بن شعبة الثقفي «٢» يد عروة وهو يقول: (أكفف يدك عن وجه رسول الله قبل ألا تصل إليك) ...
وردّ النبي ﷺ على عروة بما يقطع لجاجته وينفي كل شبهة: (إنه لا يريد حربا وإنما يريد أن يزور البيت كما يزوره غيره) ...
عاد عروة من اجتماعه بالرسول ﷺ الى قريش، وقد رأى ما يصنع به أصحابه: لا يتوضّأ إلا ابتدروا وضوءه، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه؛ فرجع الى قريش ليقول: (يا معشر قريش! إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه؛ ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا، فروا رأيكم) .
عادت كل سفراء قريش إليها دون أن يتعرّض بهم أحد من المسلمين، وقد اطمأنوا جميعا الى نيّات المسلمين السلمية، مما جعل حلفاء قريش يقاومون فكرة القتال، بل كادت تنشب حرب أهلية بين متعصبي قريش ومنصفيها.

(١) - الأوشاب: الأخلاط.
(٢) - أنظر سيرته في: قادة فتح العراق والجزيرة ٣٨٧- ٤١١.

1 / 275