وراح يصره في منديل ليعصره، وفي أثناء ذلك اشترك في سباق الجري ورفع الأثقال في الدورة الأوليمبية باليابان فسجل أرقاما قياسية. ودق جرس التليفون فنهض رجب إليه كأنما كان ينتظره، ولم يسمع من حديثه سوى كلمات مفردة مثل مفهوم، طبعا، حالا. وأعاد السماعة، ثم التفت إلى المجلس وهو يقول: عن إذنكم.
ونظر إلى سناء قائلا: ربما رجعت في آخر السهرة.
ومضى إلى الخارج. اهتزت العوامة تحت أقدامه القوية، وندت عن سناء حركة عصبية فخيل إليهم أنها موشكة على البكاء. ولم ينبس بكلمة أحد. وارتسمت في الأعين تساؤلات، ولكن علي السيد هز رأسه مستنكرا . وأخيرا خاطب مصطفى راشد سناء برقة قائلا: لا، لا. لقد ولى العصر الرومانسي، وحتى العصر الواقعي يحتضر!
وقالت ليلى زيدان وهي تداري ابتسامة شامتة: من المسلم به في عوامتنا أنه لا شيء يستحق الأسف!
فهتفت سناء بحدة: لا رومانسية ولا أسف.
فقال علي السيد: أوكد لك أنه ذاهب لمقابلة منتج! ولكن لا تنسي عموما أنك صادقت رجلا حرفته النساء!
وقام أحمد نصر وهو يقول بحنو: سآتيك بكأس ويسكي ولكن عودي إلى حالتك الطبيعية من فضلك.
وقالت سنية كامل ببساطة مذهلة: وإذا وقع المحذور فعندك مصطفى وأحمد.
فصاح أنيس بوحشية: لماذا تغفلني إحصاءات الأوغاد؟
ثم بغلظة وهو يضغط على مخارج الكلمات: أوغاد منحلون مدمنون!
अज्ञात पृष्ठ