وانهال السباب على الصديق علي السيد. - شكرت، وشربت القهوة، وقلت إن مقالها جدير بأن يخلقني خلقا جديدا! - منافق ابن منافق ومن سلالة أمة عريقة في النفاق. - وشغلت بطارية السكس أبيل من خلال نظراتي إليها، فصدرت عن أوتارها الصوتية في أثناء الحديث أنغام رقيقة من النوع الذي لا تسمح به الرقابة إلا في أعقاب سعي طويل هادف.
فقال علي السيد: خيال مغرور! كان الحديث عاديا والصوت عاديا. - بل كنت أنت منهمكا في حديث هامس مع منتج سينمائي وفي غاية من المساومة.
فضحك علي السيد ضحكة عالية وقال: الحكاية صندوق ويسكي بلا زيادة، وسيستهلك في عوامتكم اللعينة.
وسأله مصطفى راشد: وهل اقتصر الأمر على الأنغام الرقيقة؟ - ماذا تتوقعون أكثر من ذلك في مقالة شبه رسمية؟ ومع ذلك فقد توارت الأستاذة الهادفة وراء غلالة أنثوية شفافة من النوع الذي تستعمله الفراشة وهي تنتقل بين الأزهار مؤدية وظيفة عم عبده في شارع النيل.
فقالت سناء بنبرة كرنين الوتر الرفيع من القانون إذا مسته يد العازف خطأ: يا لك من ساحر!
فابتسم إليها ابتسامة فاترة بدت في الضوء الأزرق الشاحب كامتعاضة وقال: يا عزيزتي الصغيرة ...
ولكنها قاطعته بحدة: لست صغيرة من فضلك! - صغيرة السن ولكن كبيرة المقام! - دعنا من الأكليشيهات التي ماتت بموت العصر المملوكي!
فتأوه علي السيد قائلا: أين منا عصر المماليك بشرط أن نكون من المماليك؟!
فقالت سناء باستياء واضح: ما أسرع أن ينقلب أهل العوامة وحوشا بلا قلوب!
الوحوش ذوات قلوب، وهي ليست وحوشا إلا حيال أعدائها، ولن أنسى الحوت الذي تراجع عن العوامة وهو يقول لي: «أنا الحوت الذي نجى يونس.» وكم من ملايين الأعين قد رنت إلى الليل المستكن في ضوء القمر. وليس أدل على صدق سمارة من هجرة الطيور الموسمية. أما سناء المسكينة فقد نسيت سكنى الكهوف على عهد صباها الأول. وصاح: المعسل زفت، كأنه ورق شائط!
अज्ञात पृष्ठ