. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= ولم يبن الفعل على الكسر، لما ذكرناه في الضم فأما قوله تعالى: ﴿خذ الكتاب﴾، ﴿وقل اعلموا﴾، و﴿قم الليل﴾ فكسر لالتقاء الساكنين، وذلك عارض لزواله في الوقف. ولا خفاء في أن السكون أخف من الحركة، فلأجل ذلك كثرت المبنيات عليه، فمن الأسماء «من وكم» فبناء «من» لأنها تكون استفهامية، كقولك: «من عندك؟» وبناؤها، لوقوعها موقع حرف الاستفهام. وشرطية، كقولك: «من تكرم أكرم» [وبناؤها، لوقوعها موقع حرف الشرط. وموصولة كقولك: مررت بمن أهواه] وبناؤها، لافتقارها إلى الصلة. ونكرة موصوفة، كقولك: «مررت بمن صالح» أي: بإنسان صالح، وبناؤها، لافتقارها إلى الصفة.
وأما «كم» فبنيت لأنها تكون استفهامية كقولك: كم ثوبك؟ وبناؤها، لوقوعها موقع حرف الاستفهام. وخبرية، كقولك: «كم رجل أفضل منك» وبناؤها، لافتقارها إلى الإضافة أو إلى الصفة، وسكون «من وكم» على أصل البناء.
وبيني «خذ وكل» لأنهما فعلان، وسكنا لأنه الأصل، وذهب الكوفيون إلى أن الأمر معرب مجزوم بلام الأمر المحذوفة، فالأصل عندهم: لتأخذ ولتأكل، فحذفت اللام والتاء والسكون جزم لا وقف، وهذا عندنا فاسد، لأنه لما حذف منه حرف المضارعة جرى مجرى الماضي في التعري منه فعاد إلى البناء.
وبناء «هل وبل» لأنهما حرفان، وسكونهما لأنه الأصل في البناء /. وجميع ما ذكرناه من السواكن تعرض له الحركة لالتقاء الساكنين كقولك: من الرجل. وكم المال؟ ولا عبرة بهذا الكسر، لأنه عارض يزيله الوقف، فاعرف الفرق بين الكسرة في قولك: من الرجل، وبين الكسرة في قولك: «أمس» فإن هذه إذا لاقت متحركًا زالت، وتلك إذا لاقت متحركًا ثبتت كقولك: كم درهمك؟ وأمس قدمت. =
1 / 73