360

तावीलात

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

शैलियों

والثاني: تثبيت اليهود على دينهم ومتابعة أخبارهم، يدل عليه قوله تعالى: { ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم } [آل عمران: 73]؛ أرادوا به: أنفسهم ولا يصدقوا غيرهم ولا تتبعوا لهم حسدا من عند أنفسهم، فقال تعالى زعما لا فهما وردا على قولهم: قل يا محمد لمعاشر المؤمنين: { قل إن الهدى هدى الله } [آل عمران: 73]، إن الهدى الحقيقي بالذي لا ضلال بعده هو الهدى من الله فضلا ورحمة، كما هداكم به، وما { أن يؤتى أحد } [آل عمران: 73]، من أهل الملل والأديان { مثل مآ أوتيتم } [آل عمران: 73]، كما قال تعالى:

كنتم خير أمة أخرجت للناس

[آل عمران: 110]، { أو يحآجوكم عند ربكم } [آل عمران: 73]، وإن يحاجوكم فيما آتاكم الله من عنده { قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء } [آل عمران: 73]، يا محمد { والله واسع } [آل عمران: 73]، عطاءه { عليم } [آل عمران: 73]، بمستحق عطائه، وأهل رحمته { يختص برحمته من يشآء } [آل عمران: 74]، مشيئة أزلية { والله ذو الفضل العظيم } [آل عمران: 74]، معك يا محمد ومع أمتك بتعينك، كما قال:

وكان فضل الله عليك عظيما

[النساء: 113].

[3.75-80]

ثم أخبر عن بعض أهل الكتاب بالأمانة، وبعضهم بالخيانة بقوله تعالى: { ومن أهل الكتب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك } [آل عمران: 75]، إشارة في الآيتين: إن من أهل القصة من تأمنه امتحانا بكثير من الدنيا يؤده إليك بالخروج عن عهدته، وعدم الالتفات به إليه وقطع النظر عنه، { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك } [آل عمران: 75]؛ [لتمكن] الحرص، وغلبة الهوى ، وخسة النفس، وركاكة العقل، ودناءة الهمة، { إلا ما دمت عليه قآئما } [آل عمران: 75]، بمطالبة الحقوق منه إخبارا { ذلك بأنهم قالوا } [آل عمران: 75]، بسوء النفس وإلقاء الشيطان { ليس علينا في الأميين سبيل } [آل عمران: 75]، من مباشرة الدنيا ومعاشرة الخلق، خرج ولا يحجبنا عن الله تعالى هذا التصرف والالتفات { ويقولون على الله الكذب } [آل عمران: 75]، بهذه المقالة { وهم يعلمون } [آل عمران: 75]، عن أنفسهم هذه المحالة، ويجترون على الله ويفترون.

{ بلى من أوفى بعهده } [آل عمران: 76]، من الله الذي دهاهم في الميثاق بأن لا يعبدوا إلا الله، ولا يطلبوا منه إلا هو، { واتقى } [آل عمران: 76]، عن غير الله بالله { فإن الله يحب المتقين } [آل عمران: 76] به عن غيره.

واعلم أن أهل الكتاب الحقيقي في الحقيقة هم أهل هذه القصة، كما قال تعالى:

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا

अज्ञात पृष्ठ