तावीलात
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
शैलियों
ثم أخبر عن رفعه عيسى عليه السلام حبا وهو المتوفى بقوله تعالى: { إذ قال الله يعيسى إني متوفيك ورافعك إلي } [آل عمران: 55]، والإشارة في الآيات: إن الله قال لعيسى: أني متوفيك عن الصفات النفسانية والأوصاف الحيوانية، ورافعك إلي بجذبات العناية، وهذا كما أسرى بعبده صلى الله عليه وسلم إلى
قاب قوسين أو أدنى
[النجم: 9]، ومن خواص جذبة الربوبية: تطهير الصفات البشرية، يدل عليه قوله تعالى: { ومطهرك من الذين كفروا } [آل عمران: 55]؛ أي: ومطهرك من أخلاق الذين كفروا وأوصافهم { وجاعل الذين اتبعوك } [آل عمران: 55]، بالأعمال الظاهرة وهي الشريعة، والأحوال الباطنة وهي الطريقة، { فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } [آل عمران: 55]، في التحقيق بالعهد، والغلبة والعزة والبرهان والحجة وهم أهل الإسلام؛ لأنهم الذين اتبعوا دينه وسنته، وما اتبعه حقيقة من دعاء ربا وابن الله، { ثم إلي مرجعكم } [آل عمران: 55]، باللطف والقهر والاختيار على قدم السلوك، أو بالاضطرار عند نزع الروح، { فأحكم بينكم } [آل عمران: 55] بالقبول والرد، والثواب والعقاب، { فيما كنتم فيه تختلفون } [آل عمران: 55]، من الحق والباطل، واتباع الهدى والهوى.
{ فأما الذين كفروا } [آل عمران: 56]، ستروا الحق بالباطل واتبعوا الهوى، فضلوا عن طريق الهدى { فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا } [آل عمران: 56]، بحجاب الغفلة والاشتغال بغير الله تعالى، { والآخرة } [آل عمران: 56]، بالقطيعة والبعد عن الله تعالى { وما لهم من ناصرين } [آل عمران: 56]، في الدنيا والآخرة على خلاصهم من العذاب.
[3.57-61]
{ وأما الذين آمنوا } [آل عمران: 57]، واختاروا الحق على الباطل { وعملوا الصالحات } [آل عمران: 57]، اتبعوا عن طريق الهدى، ونهوا
ونهى النفس عن الهوى
[النازعات: 40]، { فيوفيهم أجورهم } [آل عمران: 57] عن جنة المأوى، وتقربهم إلينا زلفى، { والله لا يحب الظالمين } [آل عمران: 57]، الذين يظلمون أنفسهم بانقضاء العمر في طلب غير الله.
{ ذلك نتلوه عليك } [آل عمران: 58]؛ أي: هذا نقص عليك من نبأ عيسى عليه السلام وقومه { من الآيات والذكر الحكيم } [آل عمران: 58]، من عيسى عليه السلام، وأن مثله كمثله آدم بقوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } [آل عمران: 59].
{ الحق من ربك فلا تكن من الممترين } [آل عمران: 60]، بغير ازدواج أب وأم واسطة نطفة وامشاج من
अज्ञात पृष्ठ