وتأويل قوله والمعرفة صنع الله فى القلب أن الإيمان من قبل الإمام الذي مثله مثل القلب.
وقوله والإقرار فعال القلب تأويله أن العلم الظاهر لا يثبت إلا عن إمام.
وقوله ولا يكون شيء من ذلك إلا بقضاء الله وبقدره وبعلمه وبكتابه بغير جبر لأنهم لو كانوا مجبورين لكانوا معذورين وغير محمودين تأويله أن رحمة الله التى أجراها لعباده على أيدى أوليائه هو عز وجل الذي قضاها كذلك وقدرها وأعطاهم إياها وليس ذلك من استنباطهم ولا من تقولهم من ذات أنفسهم وأنهم لا يجبرون العباد على الجهل إذا رغبوا إليهم فيمنعونهم ما آتاهم الله من فضله لأنهم لو فعلوا ذلك بهم لكانوا فى مقامهم على الجهل معذورين ولا يجبرونهم على الدخول فى أمرهم لأنهم لو جبروا على ذلك لكانوا غير محمودين، فافهموا أيها المؤمنون بيان تأويل ما تقدم ولى الله إليكم ببيان ظاهره ومما تعبدكم الله بعلمه والعمل به ظاهرا وباطنا وتنافسوا فى علم ذلك ومن جهل شيئا منه فلا يقم على جهله أو شك فيه فلا يتمادى على شكه أو نسيه فلا يمضى على نسيانه وليسأل بيان ما جهله وشك فيه ويتذكر ويعاود سماع ما أعرض عنه أو نسيه، أعانكم الله على القيام بما افترضه عليكم وحملكم إياه وأعاذكم من تضييعه والإعراض عنه وجعلكم ممن يرضيه[1] ورضى عمله وصلى الله على نبيه وعلى الأئمة من أهل بيته وسلم تسليما، حسبنا الله ونعم الوكيل.
المجلس الثالث من الجزء الأول: [فى باب الولاية]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحميد بما أولى من آلائه وصلى الله على محمد نبيه وعلى الأئمة من ذريته وأوليائه.
وأما ما جاء فى كتاب الدعائم من قول أمير المؤمنين على صلى الله عليه وسلم إن أدنى ما يكون العبد به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالطاعة وأن يعرفه نبيه فيقر بنبوته وأن يعرفه حجته فى أرضه وشاهده على خلقه فيعتقد إمامته. قيل وإن جهل غير ذلك قال نعم ولكن إذا أمر فليطع وإذا نهى فلينته فهذا مما قدمنا القول به أن الإقرار بالله والتصديق لرسوله والإقرار به هو الإسلام الذي مثله فى التأويل مثل الظاهر، وأنه أول ما ينبغى أن يعلمه ويعتقده[2] المرء فيكون به مؤمنا مسلما وهو
पृष्ठ 59