كما أخبر الله بقوله:@QUR031 «ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ما ذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم. والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم» [1].
والذي جاء فى كتاب الدعائم من أن الإيمان درجات ومنازل فكذلك علم التأويل الباطن حدود ودرجات يرتقى فيها المؤمنون بحسب ما أنتم تشاهدون وفيه ترتقون وتنقلون.
فأما ما جاء فى كتاب الدعائم من ذكر فرق ما بين الإيمان والإسلام وأن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان فقد قدمنا جملة من القول فى بيان مثل ذلك فى الظاهر والباطن وليس ينبغى أن يبتدئ المؤمن المتصل فى حين اتصاله بالباطن قبل الظاهر ولكن يبتدئ كما قدمنا القول لذلك والبيان به بتعليم العلم الظاهر على ما أدته الأئمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إذا تأدى إليه من ذلك ما لا يسعه جهله فتح له فى العلم الباطن بعد ذلك.
وقد ذكرنا أن مثل الإسلام مثل الظاهر ومثل الإيمان مثل الباطن وكذلك لا ينبغى لمن جاء وهو على غير دين الإسلام أن يؤخذ عليه عهد الإيمان ويرقى إلى حده إلا بعد أن يؤخذ عليه عهد الإسلام وذلك الإقرار بالرسول والدخول فى شريعته والبراءة مما كان عليه من خلاف ذلك فإذا هو فعل ذلك فقد صار مسلما ثم بعد ذلك يؤخذ عليه عهد الإيمان ويفتح له تعريف إمامه ويرقى فى حدود الإيمان بعد أن يوقف على علم الظاهر الحقيقى الذي جاء عن الأئمة عليهم السلام وليس يجب أن يرقى إلى حد الإيمان وهو غير مسلم كذلك لا يرقى إلى حد الباطن من لا علم له بالظاهر فهذا يطابق ما جاء أن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان فى ظاهر ذلك وباطنه.
ومما جاء بيانه فى كتاب الدعائم عن على صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الإسلام الإقرار والإيمان الإقرار والمعرفة وقد بينا أن مثل القول مثل الظاهر والإقرار قول وهو مثل الظاهر أيضا والإيمان مثله مثل المعرفة التى هى فعال القلب الذي مثله كما قدمنا ذكره مثل الإمام فلما اشترك الظاهر والباطن واعتقدا معا وعمل بها جميعا
पृष्ठ 57