82

तौहीद

التوحيد لابن منده

अन्वेषक

علي بن محمد بن ناصر الفقيهي

प्रकाशक

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وصَوّرتْها مكتبة العلوم والحكم

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٥ - ١٤١٣ هـ

प्रकाशक स्थान

المدينة المنورة

قَالَ: وَلِمَ خُلِقْتِ؟ قَالَتْ: لِتَسْكُنَ إِلَيَّ. فَقَالَتْ لهُ المَلَائِكَةُ، ﵈، يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ عِلْمُهُ: مَا اسْمُهَا يَا آدَمُ؟ قَالَ: حَوَّاءُ، قَالُوا: لِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءُ؟ قَالَ: لأنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ، فَقَالَ الله، ﷿، لهُ: ﴿يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾، وَالرَّغَدُ الهَنِيُّ ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، ثُمَّ إِنَّ إِبْلِيسَ حَلَفَ لهُمَا: وَالله إِنِّي لكُمَا لِمَنَ النَّاصِحِينَ، وَقَالَ: يَا آدَمُ أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى، وَعَلِمَ أَنَّ لهُمَا سَوْءَةً، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُبْدِيَ لهُمَا سَوْءَاتِهِمَا مَا تَوَارَى عَنْهُمَا، وَيَهْتِكَ لِبَاسَهُمَا، فَتَقَدَّمَتْ حَوَّاءُ، فَأَكَلَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا آدَمُ، كُلْ؛ فَإِنِّي قَدْ أَكَلْتُ؛ فَلَمْ يَضُرَّنِي،
فَلَمَّا أَكَلَ آدَمُ؛ بَدَتْ لهُمَا سَوْءَاتُهُمَا، وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ، ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾. فَقَالَ آدَمُ: إِنَّهُ حَلَفَ لِي بِكَ وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ يَحْلِفُ بِكَ كَاذِبًا، وَإِلا تَغْفِرْ لنَا وَتَرْحَمْنَا لنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ قَالَ: ﴿اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾، فَأَهْبَطَهُمْ إِلَى الأَرْضِ، آدَمُ وَحَوَّاءُ وَإِبْلِيسُ وَالحَيَّةُ ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾. أَخْرَجَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ، عَنْ مُرَّةَ، وَعَنْ السُّدِّيِّ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي كِتَابِهِ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ.

1 / 214