الدرَّ والياقوت، ثم نظرت إلى سريرك في ارتفاعه وعليه فرشه من الحرير والإستبراق بطائنهن قد علا ظواهرهن من النور المتكثف، وعلى أطرافهن من فوق الحرير والديباج، وحسن الرفرف الأخضر، وهي فصول المجالس. فلما تأملت تلك الفرش بحسنها وفوقها المرافق قد ثنتها، حار طرفك فيها. ثم نظرت إلى حجلتها من فوق سريرها قد أحدقت بالعرش من فوقها.
فتوهم حسن الأبواب، وحسن الستور، وحسن (١) عرصة القبة بحسن فرشها، وحسن السرير وحسن قوائمه وارتفاعه، وحسن الفرش فوقه والمرافق فوق فرشه، والحجلة المضروبة من فوق ذلك كله، فتأملت (٢) ذلك كله ببصرك، فلما دنوت من فرشك تطأمنت (٣) سريرك فارتفعت الحوراء وارتقت عليه.
فتوهم صعودها عليه بعظيم بدنها ونعيمه حتى استوت عليه جالسة، ثم ارتقيتَ على السرير فاستويت عليه معها فقابلتك وأنت مقابلها، فيا حسن منظرك إليها جالسة في حللها وحليها، بصباحة وجهها ونعيم جسمها. الأساور في معاصمها، والخواتم في أكفها، والخلاخيل
_________
(١) كسابقه.
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [فتمالت] .
(٣) يقال: اطمأن الشيء إذا سكن، وطأمنته وطمأنته إذا سكَّنته. والطمأنينة السكون.
1 / 57