أراييح عوارضك.
فلما استمكنت خفة السرور من قلبك، وعمت لذة الفرح جميع بدنك، وموعد الله ﷿ في سرورك، فناديت بالحمد لله الذي صدقك الوعد وأنجز لك الموعد. ثم ذكرت طلبك إلى ربك إياهن بالدؤوب (١) والتشمير. فأين أنت في عاقبة ذلك العمل الذي استقبلته وأنت تلثمهن وتشم عوارضهن ﴿لمثل هذا فليعملِ العاملون﴾ (٢)، ثم أثنين عليك وأثنيت عليهن، ثم رفعن أصواتهن ليؤمنك بذلك من المعرفة لهن بحوادث الأزمان، وتنغيص عيشك بأخلاقهن، فنادين جميعًا بأصواتهن: نحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ونحن الخالدات فلا نبيد أبدًا، ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدًا طوباك أنت لنا ونحن لك.
ثم مضيت معهن، فيا حسن منظرك وأنت في موكبك من حورك وولدانك وخدامك، حتى انتهيت إلى بعض خيامك، فنظرت إلى خيمة من درة مجوفة مفصصة بالياقوت والزمرد، فنظرت إلى حسن أبوابها وبجهة ستورها، ثم رميت ببصرك إلى داخلها فنظرت إلى فرشها ونجدها وزرابيها وحسن تأسيس بنيانها (٣)، قد بنيت (٤) طرائق على جنادل
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [بالدوب] .
(٢) الصافات /٦١.
(٣) قال (أ): في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.
(٤) كسابقه.
1 / 56