3
منزلته الأدبية والروحية
وشعر ابن الفارض يتراوح بين الفطرة والتكلف، ومن المحتمل أن يكون ما صنع ابن بنته بشعره هو سبب ذلك التكلف، فقد سمعت أستاذنا المهدي - رحمه الله - يقول في محاضراته بالجامعة المصرية: إن ذلك السبط كان يضيف أبياتا إلى بعض القصائد؛ غير أنه يجب أن نفرق بين التكلف والضعف؛ لأن التكلف كان يغلب على أكثر الشعراء في عصر ابن الفارض، فما وسم من شعره بذلك الطابع لا يمكن أن يشك فيه كله، وإنما يتطرق الشك إلى ما يطهر عليه الضعف، كالذي وقع في الهمزية التي مطلعها:
أرج النسيم سرى من الزوراء
سحرا فأحيا ميت الأحياء
ففيها كثير من التكلف، ولكنها لا تخلو من قوة، ولننظر هذه الأبيات:
يا ساكني البطحاء هل من عودة
أحيا بها يا ساكني البطحاء
إن ينقضي صبري فليس بمنقض
وجدي القديم بكم ولا برحاني
अज्ञात पृष्ठ