राशिदुन काल: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग तीन)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
शैलियों
ولما خرج أبو بكر وسمعه يقول ذلك أقبل على الناس وعلى عمر، فقال له: على رسلك يا عمر، أنصت، فأبى عمر أن ينصت لشدة اضطرابه وعظم ما فيه، فلما رأى أبو بكر منه تلك الحكمة التفت إلى الناس وقال: أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، والله تعالى يقول:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
1
فلما سمع الناس ذلك صفعوا وكأنهم لم يسمعوا قبل ذلك هذه الآية حتى تلاها أبو بكر. قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي، وعرفت ساعتئذ أن النبي قد مات، وأراد أبو بكر وعمر أن يرجعا إلى بيت رسول الله، ولكنهما فوجئا بأن الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يتشاورون ويتذاكرون فيمن يخلف النبي، فتوجها إليهم.
الفصل الأول
في نسبه وأوليته وإسلامه
هو أبو بكر عبد الله عقيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب سعد بن تيم بن حرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ... بن معد بن عدنان. وأمه: هي أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن معد بن عدنان. وكان أبو قحافة من سادات قريش في الجاهلية، ولد سنة 83 قبل الهجرة، فنشأ سريا نبيلا تاجرا ذا مكانة رفيعة في قومه، فلما أعلن الرسول دعوته كان أبو بكر أول من أسلم، ولم يسلم أبوه إلا عام فتح مكة، وبايع رسول الله وكان قد كف بصره فجاء به ابنه يقوده إلى رسول الله، فلما رآه الرسول قادما قال لأبي بكر: هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آت، فقال أبو بكر: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه. ثم مسح الرسول صدره، وكان رأس أبي قحافة أبيض كالثغامة، فقال: «غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد»، فكان أبو قحافة أول مخضوب خضب في الإسلام. وأما أمه فهي ممن أسلمن قديما وبايعن النبي أيام الدعوة الأولى في دار الأرقم.
1
ولد أبو بكر لسنتين من مولد النبي
صلى الله عليه وسلم ، وكانا صديقين حميمين، تصادقا ولأبي بكر ثمان عشرة سنة وللنبي عشرون في تجارة إلى الشام، وكان لا يفارقه في أسفاره وحضره، وقد وصف أبو بكر بأنه كان أبيض البشرة نحيفا خفيف العارضين، منحنيا لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروقا غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع (أصول الأصابع)، يخضب بالحناء، وشب كما يشب نبلاء فتيان قريش كاتبا عالما بأنساب قومه عاقلا نبيلا وجيها رئيسا من رؤسائهم، وكانت إليه الأشناق، وهي من الديات، كان إذا تحمل شنقا صدقته قريش وأمضت حمالته، وإذا حملها غيره خذلوه ولم يقبلوه، وكان يتاجر بالبزر والمنسوجات، وبلغ رأسماله أربعين ألف درهم، وكان مشهورا بالعفة والاستقامة والأمانة، ولم يشرب الخمر قط.
अज्ञात पृष्ठ