राशिदुन काल: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग तीन)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
शैलियों
ولما كانت الإرهاصات تأتي النبي قبل البعثة كان يقص ذلك على أبي بكر؛ فقد روى شرحبيل أن النبي كان إذا برز سمع من يناديه: «يا محمد»، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا، فأسر ذلك إلى أبي بكر، وكان رسول الله قد قال لخديجة: «إني إذا خلوت سمعت نداء، وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا»، فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك أمرا؛ فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. ودخل أبو بكر مرة - وليس رسول الله موجودا - فذكرت خديجة له حديثه
صلى الله عليه وسلم ، وقالت: يا عتيق، اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل، فلما دخل رسول الله أخذ أبو بكر بيده فانطلق به إلى ورقة، فقص عليه ما يسمع، فصار ورقة يثبته ويقول له: والله إن هذا هو الناموس الذي أنزله على نبيه موسى
صلى الله عليه وسلم .
ولما بعث الله محمدا برسالته كان أبو بكر أول من آمن به وصدقه، وأعلن إسلامه، وأخذ يدعو الناس إلى الإسلام، قال ابن إسحاق: لما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه فيما بلغني: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فجاء بهم إلى رسول الله حين استجابوا له فأسلموا، وكان هؤلاء مع علي وزيد وأبي بكر النفر الثمانية الذين سبقوا بالإسلام وصدقوا رسول الله.
وكان أبو بكر قد اتخذ مسجدا بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن فيجتمع عليه الناس ويستمعون إلى قراءته وينظرون إلى صلاته وبكائه،
2
ولقد لقي أبو بكر على الرغم من مكانته كثيرا من عنت جهال قريش وسفهائها لإسلامه ولدفاعه عن النبي؛ فقد قالت أسماء بنت أبي بكر وقد قيل لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد الحرام فتذاكروا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله المسجد، فقاموا إليه بأجمعهم يضربونه حتى غشي عليه، فأتى الصريخ أبا بكر فخرج فوجد رسول الله والناس مجتمعون عليه، فقال: ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟! فتركوا الرسول وتناولوا أبا بكر يضربونه، فرجع إلى أهله وهو لا يحس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام،
अज्ञात पृष्ठ