उम्मा युग की शुरुआत का इतिहास
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
शैलियों
صلى الله عليه وسلم
إلى محاجتهم ومناقشتهم، وفي آيات سورة النساء بيان شيء من ذلك:
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا (سورة النساء: آيات 171-173). (3) موقف التهجم
بعد أن وقف الإسلام موقف المناظرة والنقاش الذي رأيت، ورأى سوء طوية القوم، عمد إلى موقف جديد، وعمدوا إلى التهجم عليهم وإفساد باطلهم لبعدهم عن الدين، وروحه القويمة، واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، قال تعالى:
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون * يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون * يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (سورة التوبة: آية 31-34). (4) موقف الدعوة إلى الإسلام
ولما أن رأى الرسول بعد النصارى عن الدين الحقيقي، وتخبطهم في مذاهبهم وناظرهم فبين لهم ضلالهم، وتغييرهم للدين الإلهي السماوي، أخذ يدعوهم إلى حظيرة الإسلام، الذي يؤمن بجوهر دينهم؛ فآمن من آمن، وكفر من كفر، وإن أهم مواقف الهول في دعوة النصارى إلى الإسلام هو ما كان بينه وبين وفد نصارى نجران الذين قدموا عليه من اليمن في الربيع الأول من سني الهجرة، وكان وفدهم هذا مؤلفا من ستين رجلا، فيهم وجوه القوم وأحبارهم وعلماؤهم، فلما اجتمعوا بالرسول، وجرت بينه وبينهم مناظرة مطولة في مولد عيسى - عليه السلام - وحقيقة صلته بالخالق سبحانه، وفي رسالته، ودعاهم الرسول إلى الإسلام فلم يجيبوه، زاعمين أنهم على الحق فيما يعتقدون؛ طلب إليهم المباهلة بأن تكون لعنة الله على الكاذب الضال من أي الجانبين، فلم يجيبوه أيضا إلى هذا، ووادعوه وانصرفوا راجعين إلى ديارهم. وفي سورة آل عمران تفصيل هذه القصة، وإليك بعض ما ورد فيها:
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين * إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين * قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (سورة آل عمران: آيات 59-64).
ولكن على الرغم من هذه المحاجة والدعوة الحكيمة، فإنهم ظلوا في عنادهم وكفرهم، ولكنهم اضطروا أن يوادعوه
صلى الله عليه وسلم
ويرجعوا إلى بلادهم منخذلين، على الرغم من حرص النبي على المباهلة. والدعوة إلى تنزيه عيسى بن مريم عما يعتقده النصارى فيه من الباطل؛ فما عيسى بن مريم إلا عبد الله ونبيه، آتاه الله الإنجيل فيه رحمة ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين (راجع سورة المائدة، آية 46).
अज्ञात पृष्ठ