तारीख तर्जमा
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
शैलियों
لم يعرف من أفراد هذه البعثة غير عثمان نور الدين، وقد تلقى العلم في إيطاليا ثم في فرنسا لا في فرنسا فقط. (3)
أنه مكث في البعثة نحو سبع سنوات من 1809-1817، لا سنة واحدة (من 1819-1820)، كما ذكر المغفور له الأمير عمر طوسون.
ويهمنا أن نقرر بعد ذكر هذه الحقائق أن محمد علي وفق حقا في اختيار عثمان نور الدين؛ فقد كان هذا التلميذ من خيرة أعضاء البعثات،
54
فلما عاد إلى مصر كان ساعد محمد علي الأيمن في نهضته الحربية والتعليمية.
وقد اقترنت هاتان النهضتان، كما اقترن إنشاء المطبعة وتاريخ الترجمة باسم عثمان نور الدين وجهوده، غير أن حادثة سياسية خاصة - سنعرض لها فيما بعد - كانت السبب في حدوث شقاق بينه وبين مولاه محمد علي، وانتهى هذا الشقاق بسفره إلى الدولة العثمانية؛ ولهذا نلاحظ أن وثائق السنوات الأخيرة من عصر محمد علي ومراجع ذلك العصر الحديثة تهمل ذكر عثمان نور الدين - عن قصد أو عن غير قصد - غير أننا نحب أن نعرض لتاريخ هذا الرجل بشيء من التفصيل تقديرا له ولجهوده.
أسرته تركية من جزيرة «مدللي»، رحلت إلى مصر، واستقرب بها، وكان أبوه «فراشا» أو «سقاء» بقصر محمد علي، ومن هنا اكتسب اسمه الأول «عثمان سقه باشي زاده»، التقطه محمد علي - وقد كانت له ميزة اختيار الرجال وتكوينهم - وأرسله في بعثته الأولى لتلقي العلوم الحربية والبحرية وفنون السياسة وإدارة الحكم في إيطاليا وفرنسا.
ولما عاد إلى مصر في سنة 1817، عين «كاشفا» في حرس محمد علي الحربي، ثم عهد إليه بتنظيم الكتب الكثيرة التي أحضرها معه من فرنسا - إجابة لرغبة محمد علي - وبهذا كون في قصر إبراهيم بن محمد علي في بولاق أول مكتبة وجدت في عصر محمد علي، ثم ألحق به في سنة 1820-1821 بعض التلاميذ ليدرسوا عليه وعلى مدرسين آخرين الهندسة واللغات العربية والتركية والإيطالية.
هذه هي مدرسة بولاق، وهي أول مدرسة نظامية أنشئت في عصر محمد علي، وذلك تنفيذا لاقتراح عثمان نور الدين نفسه، وقد تولى نظارتها والإشراف عليها، وكان يدرس لتلاميذها الهندسة واللغة الفرنسية.
وقد زار هذه المدرسة الرحالة الإيطالي «بروكي» في 5 ديسمبر سنة 1822، وذكر أنه كان بهذه المدرسة ثلاثة مدرسين مسيحيين هم: (1) «دون كارلو بيلوتي»، وهو إيطالي من «كالابريا»، ويدرس الرياضة. (2) «القس سكاليوتي» من «بيدمنت»، ويدرس اللغة الإيطالية. (3)
अज्ञात पृष्ठ