तारीख तर्जमा
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
शैलियों
كلمة المؤلف
مقدمة
الباب الأول: الأدوات غير المباشرة للترجمة في عصر محمد علي
1 - المدارس
2 - البعثات
الباب الثاني: الأدوات المباشرة للترجمة في عصر محمد علي
1 - مدرسة الألسن وقلم الترجمة
2 - الكتب والمؤلفون
3 - المترجمون
4 - المحررون والمصححون
अज्ञात पृष्ठ
5 - القواميس والمعاجم
6 - الطبع والنشر
الباب الثالث: تقدير عام للترجمة في ذلك العصر
تقدير عام للترجمة في ذلك العصر
الملاحق
الملحق الأول
الملحق الثاني
الملحق الثالث
الملحق الرابع
الملحق الخامس
अज्ञात पृष्ठ
كلمة عن المراجع
مراجع البحث
المراجع العربية والمعربة
المراجع الأجنبية
كلمة المؤلف
مقدمة
الباب الأول: الأدوات غير المباشرة للترجمة في عصر محمد علي
1 - المدارس
2 - البعثات
الباب الثاني: الأدوات المباشرة للترجمة في عصر محمد علي
अज्ञात पृष्ठ
1 - مدرسة الألسن وقلم الترجمة
2 - الكتب والمؤلفون
3 - المترجمون
4 - المحررون والمصححون
5 - القواميس والمعاجم
6 - الطبع والنشر
الباب الثالث: تقدير عام للترجمة في ذلك العصر
تقدير عام للترجمة في ذلك العصر
الملاحق
الملحق الأول
अज्ञात पृष्ठ
الملحق الثاني
الملحق الثالث
الملحق الرابع
الملحق الخامس
كلمة عن المراجع
مراجع البحث
المراجع العربية والمعربة
المراجع الأجنبية
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
अज्ञात पृष्ठ
تأليف
جمال الدين الشيال
بحث أجيز لدرجة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة فاروق الأول، ونال جائزة البحث الأدبي لسنة 1946 من مجمع فؤاد الأول الملكي للغة العربية.
من أي ناحية نظرت إلى هذا البحث ألفيته كامل العدة، متين الأركان، جلي العرض، صادق الحكم. والخلاصة أن الكتاب لمؤرخ ومفكر، أديب، وجمع أمانة التحقيق إلى سلامة الرأي إلى سعة الاطلاع.
أنطون الجميل
محمد علي الكبير منشئ مصر الحديثة.
تقارير حضرات الأساتذة أعضاء مجمع فؤاد الأول الملكي للغة العربية الذين قرءوا الكتاب ورشحوه لنيل جائزة المجمع للبحث الأدبي في أبريل سنة 1946. *** (1) تقرير فقيد الأدب والصحافة وصاحب الفضل الأكبر في توجيهي لكتابة هذا البحث المغفور له الأستاذ أنطون الجميل باشا
عنوان الكتاب «تاريخ الترجمة في مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر»، وهو كذلك تاريخ خطواتها الأولى في سبيل تحررها، أو تاريخ العلماء والأدباء الذين كفلوا بوادر نهضتها، أو تاريخ محاولتها الخروج من عزلتها وتعرفها بالغرب لوصل ما انقطع من حضارتها، أو تاريخ الوسيلة المثلى التي اصطنعها محمد علي في إقالة عثرتها. فمن أي ناحية نظرت إلى هذا البحث ألفيته كامل العدة، متين الأركان، صادق الحكم. والخلاصة أن الكتاب لمؤرخ ومفكر وأديب، جمع أمانة التحقيق إلى سلامة الرأي إلى سعة الاطلاع.
ثلاث ملاحظات تتصل بهذا التعدد في نواحي النظر إلى الموضوع: (1)
هي نواح متآلفة متكاملة، وهي في تمازجها تلقي ضوءا قويا على موضوع البحث كيفما سميته، وبأي طابع وسمته. (2)
अज्ञात पृष्ठ
بديهي أن المؤلف لا يطرق موضوعا يعد من الذرى في حوادث التاريخ، بل يتناول ما يسميه الفرنسيون «التاريخ الصغير»؛ أي تاريخ التفاصيل التي تمت إلى الحوادث الخطيرة، ويساهم جلاؤها في توضيح الفكرة العامة التي تخلص من تلك الحوادث.
فجميع الموضوعات التي يدور عليها الكتاب تدخل في نطاق «التاريخ الصغير»: «اتصال العلماء المصريين بعلماء الحملة الفرنسية، وسيلة محمد علي في النقل عن الغرب، المدارس والبعثات في أوائل القرن التاسع عشر، العلوم والفنون التي شملتها حركة الترجمة، المترجمون السوريون، القواميس والمعاجم، الطبع والنشر ... إلخ»، على أن تداخل النواحي المختلفة التي ينظر منها المؤلف إلى موضوع كتابه ينطوي على ميزتين: (أ)
يهيئ للمؤلف التنويع في مواضع السرد والشرح مما ينفي عن القارئ الملل. (ب)
يهيئ للقارئ أن يرد كثيرا من الطرائف التي يأتيه بها المؤلف إلى عدة نواح معا مما يزيد هذه الطرائف معنى وقيمة. (3)
لولا التمازج بين هذه النواحي المتقاربة لكان الموضوع جافا قلما يثير شوق القارئ إلى الاستزادة من الإلمام به وتعمق جوانبه، وهو بهذا الانسجام موضوع شائق يروق الخيال ببحثه التاريخي وييسر الحساسية بمعناه الوطني، ويستهوي العقل بجانبه الأدبي والعلمي.
ذلك من حيث الموضوع في ذاته، أما التأليف فهو كامل الترتيب والوضوح.
للبحث كتابان ينقسم كل منهما إلى أبواب وفصول تقسيما منطقيا ظاهرا.
والمقدمات التي يمهد بها للكتابين ولبعض فصوله تركز الفكرة الآتي شرحها، وهذا وكل فصل مسبوق بخلاصة تنبئك عما يدور عليه.
ويعجبك بخاصة: (1)
دقة البحث؛ يرد كل حكم إلى مصدره، ويؤيد كل رأي بأسانيد، شأن المؤرخ المحقق الأمين. (2)
अज्ञात पृष्ठ
اختيار التفصيلات؛ هذا الاختيار فن: فكثيرا ما تطمر الزوائد فكرة عامة، فمن أمارات الفطنة واللباقة اختيار التفصيل، أو المثل الأوفى معنى والأظهر مغزى، وقد وفق المؤلف في ذلك أي توفيق. (2) ومن تقرير حضرة صاحب العزة الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومي مدكور بك
يقع هذا البحث في نحو 370 صفحة من القطع الكبير، ويشتمل على ثلاثة أبواب وملاحق، وتحت كل باب عدة فصول؛ وفي الباب الأول يؤرخ المؤلف للترجمة في عهد الحملة الفرنسية، مبينا ما حدث حينذاك من ترجمات رسمية وعلمية؛ وفي الباب الثاني - وهو دعامة الكتاب - يعرض للترجمة في عهد محمد علي، فيتحدث عن البحوث العلمية، والمترجمين من أجانب ومصريين، ومدرسة الألسن، وما كانت ترمي إليه من تخريج المترجمين، وعن وسائل الترجمة من قواميس ومعاجم وطبع ونشر، والكتب المترجمة مدرسية كانت أو غير مدرسية.
وفي الباب الثالث يحاول أن يحكم على هذه الحركة الواسعة، فيبين أغراض الترجمة، وطرائقها، وأسلوبها، ومصطلحاتها، واللغات المترجم منها وإليها؛ ويشير إلى أثر ذلك كله في اللغة العربية والمجتمع المصري؛ ويضيف أخيرا ملاحق يسرد فيها الكتب التي ترجمت ومترجميها، وثبتا شاملا للمراجع العربية والأجنبية التي عول عليها. •••
والبحث - كما يبدو - غزير المادة، كثير التفاصيل، مستوعب الأطراف؛ كشف عن ناحية ما أحوجنا أن نقف عليها في دقة، وبرهن على عمل طويل ومجهود عظيم؛ وقد تسلح له الباحث بأسلحة شتى: من معرفة عدة لغات، واستعانة بمخطوطات مختلفة، وخاصة وثائق عابدين التي لم تدرس بعد الدرس الكافي، والتي يخرج القارئ منها دائما بفوائد جديدة؛ هذا إلى روح نقد ورغبة في التحليل أعانته على تفهم النصوص التاريخية، ومناقشة الآراء المختلفة، وترجيح بعضها على بعض، أو الذهاب إلى رأي مبتكر ... إلخ. (3) ومن تقرير حضرة صاحب العزة الأستاذ محمد أحمد العوامري بك
رسالة نالت بالإجماع درجة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة فاروق الأول، ولا غرو؛ فالأستاذ الشيال تعب أيما تعب، ونصب أيما نصب في تأليف رسالته من ذلك العدد الضخم من المراجع والمظان.
وقد وفق لسرد هذا التاريخ في قالب شائق يغري القارئ بتتبع «الترجمة» في تلك الحقبة، ويدفعه إلى استيعابها للوقوف على تفصيلاتها المسهبة كما بسطها ... إلخ. (4) ومن تقرير حضرة صاحب العزة الأستاذ محمد فريد أبو حديد بك
الكتاب بحث طريف في الترجمة إلى اللغة العربية منذ أيام الحملة الفرنسية إلى أواسط القرن التاسع عشر؛ وقد وفاه الأستاذ حقه، ورجع إلى المراجع والوثائق التي يمكن الرجوع إليها، واستطاع أن يجلو هذه الناحية من نهضة مصر الثقافية. كما أورد نبذات مفيدة عن أكبر أصحاب الترجمة في ذلك العهد.
وهو جدير بالجائزة والتنويه.
كلمة المؤلف
لهذا الكتاب ككل شيء في الحياة قصة وتاريخ:
अज्ञात पृष्ठ
ففي شتاء سنة 1943 نشرت صحيفة الأهرام أن فقيد الأدب والصحافة المغفور له الأستاذ أنطون الجميل باشا قد تبرع بمبلغ خمسين جنيها جائزة يمنحها مجمع فؤاد الأول الملكي للغة العربية لأحسن بحث يقدم إليه عن «حركة الترجمة في مصر في القرن التاسع عشر».
وراقني الموضوع؛ فهو يؤرخ للحياة الفكرية في مصر في فجر نهضتها الحديثة، وأحسست رغبة قوية للاشتراك في هذه المسابقة، وبدأت أجمع المصادر وأتلمس المظان، وكنت حينذاك مدرسا بمدرسة قنا الثانوية، ولكن مكتبة هذه المدرسة وكتبي القليلة التي اصطحبتها معي لم تقدم لي إلا مادة قليلة ضئيلة.
وانتهى الموسم الدراسي، وسافرت إلى القاهرة، ومع أن شهور الصيف ليست الشهور المناسبة للقيام بجهد فكري فقد صدفت فيها عن كل شيء، وفرغت تماما للقراءة حول هذا الموضوع وجمع مادته.
ولم يكد ينتهي الصيف حتى نقلت معيدا بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول بإسكندرية، استنفد هذا النقل مني وقتا وجهدا غير قليلين، ثم بدأت أستكمل الناقص من مادة البحث وأرسم خطته النهائية توطئة للبدء في كتابته، وهنا تبين لي أن الموضوع كما اقترحه المجمع يحتاج إلى تعديل؛ لأن حركة الترجمة في مصر في القرن التاسع عشر شهدت نهضتين؛ النهضة الأولى: في عصر محمد علي، وشملت النصف الأول من القرن التاسع عشر، والنهضة الثانية: في عصر إسماعيل وما تلاه، وشملت النصف الثاني من هذا القرن. وظهر لي من خطوات البحث الأول أن كلا من النهضتين تختلف عن الأخرى في الممهدات والنشأة والبواعث والتطور والأدوات والأغراض والنتائج.
لهذا رأيت أنه قد يكون من الأفضل لو أن المجمع عدل الموضوع وقصره على «حركة الترجمة في مصر في عصر محمد علي أو في النصف الأول من القرن التاسع عشر»، على أن تكون الحركة في عصر إسماعيل أو في النصف الثاني من القرن موضوعا لمسابقة ثانية، وخاصة أن التأريخ لحركة خطيرة كهذه في قرن كامل - حتى لو تغاضينا عن الصعوبة الفنية السابقة - يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل لا تتسع لهما السنة التي حددها المجمع ليقدم البحث في نهايتها، وأن أي باحث يقدم على التأريخ لهذه الحركة في قرن كامل - وفي مدى سنة واحدة - لا بد أن يخرج بحثه هزيلا ناقصا؛ فالموضوع طويل متشعب النواحي والأطراف.
وكتبت إلى المجمع بهذه الملاحظات مقترحا أن يقصر الموضوع على «حركة الترجمة في النصف الأول من القرن التاسع عشر» أو أن يمد أجل المسابقة سنة أخرى إذا رئي أن يبقى عنوان الموضوع كما هو، غير أن المجمع رفض مقترحاتي معتذرا بأنه لا يستطيع التغيير في الشروط التي سبق أن أعلنها؛ لأن الباحثين بدءوا عملهم على أساسها وخاصة أن المدة المحددة قد أوشكت على النهاية.
وكنت إذ ذاك أعد العدة للتقدم ببحث آخر للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة فاروق الأول، ولكن الجامعة - لأمر ما - رأت أن أتقدم أولا ببحث آخر للحصول على درجة الماجستير، فرأيت أن يكون تاريخ الترجمة هو موضوع الماجستير، ورحت أستكمل ما نقص منه، وأعدل ما يحتاج إلى تعديل، وأغير ما يحتاج إلى تغيير، ثم كتبته من جديد؛ لأن منهج البحث في رسالة تقدم لمسابقة عامة يختلف - ولا شك - عنه في رسالة تقدم للحصول على إجازة علمية، وقصرته - كما ارتأيت - على النهضة الأولى في عصر محمد علي، وجعلت عنوانه «تاريخ الترجمة في مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر»، وقسمته إلى كتابين؛ الأول: كتاب صغير أرخت فيه للترجمة في عهد الحملة الفرنسية،
1
أي في مطلع القرن التاسع عشر وسنواته الأولى - وجعلته كمدخل للكتاب الثاني الكبير - وهو هذا الكتاب الذي ضمنته لب الموضوع وصميمه، وأرخت فيه للترجمة في عصر محمد علي (1805-1849).
وكانت هذه الرسالة أول رسالة تقدم إلى جامعة فاروق الأول للحصول على درجة الماجستير، فلم تكن الجامعة قد استكملت وقتذاك غير سنتين ونصف سنة من عمرها، ونوقشت الرسالة في 28 أبريل سنة 1945 أمام لجنة مكونة من حضرات الأساتذة عبد الحميد العبادي بك، ومحمد شفيق غربال بك، والدكتور محمد مصطفى صفوت، ونالت بإجماع الأصوات درجة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى.
अज्ञात पृष्ठ
وبعد ذلك بقليل أعلن المجمع - شأنه في كل عام - عن مسابقات رصد لها جوائزه السنوية التي تمنح لأحسن بحث أدبي بوجه عام، ولأحسن قصة، ولأحسن ديوان شعر، ورأيت أنه وإن كانت الفرصة السابقة قد فاتتني في المسابقة الماضية منذ تقدم الباحثون بأبحاثهم وفاز بجائزة الجميل باشا بحث الصديق الأستاذ جاك تاجر، فإن هذه فرصة جديدة أستطيع أن أنتهزها لأطلع المجمع على منهجي في بحث الموضوع كما سبق أن شرحته له.
وتقدمت بكتابي «تاريخ الترجمة في مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر» لجائزة البحث الأدبي، وقدر له أن يفوز بهذه الجائزة، وكانت اللجنة التي قرأته ورشحته للجائزة مكونة من حضرات الأساتذة:
المغفور له أنطون الجميل باشا، والدكتور إبراهيم بيومي مدكور بك، ومحمد فريد أبو حديد بك، ومحمد أحمد العوامري بك.
وقد نشرت صورة من تقارير حضراتهم في صدر هذا الكتاب.
وأعلنت نتائج المسابقات لتلك السنة في حفل عام أقيم في قاعة المحاضرات بالجمعية الجغرافية الملكية في أبريل سنة 1946، وتحدث عن كل مسابقة مقرر لجنتها، وكان مقرر لجنة البحوث الأدبية حضرة صاحب المعالي الأستاذ الدكتور طه حسين باشا، فتحدث عن كل كتاب من الكتب الفائزة، وخص كتابي بكلمة قيمة فيها تقدير كريم للبحث وقيمته ومنهجه.
2 •••
هذه هي قصة الكتاب وهذا هو تاريخه، أما موضوعه فلست أجد وصفا له أبلغ من هذه الكلمة التي وصفه بها المغفور له أنطون الجميل باشا في قوله: «هو تاريخ خطوات مصر الأولى في سبيل تحريرها، أو تاريخ العلماء والأدباء الذين كفلوا بوادر نهضتها، أو تاريخ محاولتها الخروج من عزلتها وتعرفها بالغرب لوصل ما انقطع من حضارتها، أو تاريخ الوسيلة المثلى التي اصطنعها محمد علي في إقالة عثرتها»، فقد بقيت مصر قرابة قرون ثلاثة - في العصر العثماني - منطوية على نفسها، مقفلة النوافذ والأبواب، والعلاقات بينها وبين العالم الخارجي - وخاصة أوروبا - مقطوعة مبتوتة، ولو أن الحكومات المشرفة على مصر عملت على النهوض بها داخليا خلال هذه المدة لهان الخطب، ولكن زاد الطين بلة أن هذه العزلة صحبها ركود واضمحلال في كافة شئون مصر الداخلية، حربية كانت أم اقتصادية أم ثقافية.
ولم يكد يشرف القرن الثامن عشر على نهايته حتى كان الغرب قد ضاق ذرعا بهذه العزلة التي تقبع فيها بلدان الشرق الأدنى - ومصر بوجه خاص - ولم يشأ هذا الغرب الأوروبي أن يسلك السبيل السوي فيدعو مصر إلى أن تقطع حبل هذه العزلة، وإلى أن تفتح الأبواب والنوافذ كي تسمح لأضواء الحضارة الأوروبية الجديدة بالدخول والانتشار، ولكنه آثر أن يقوم هو بفتح هذه الأبواب والنوافذ، وبالقوة، قوة السلاح؛ فقد كانت تدفعه عوامل الاستعمار، عوامل الأثرة والاستغلال، مما أثار قوى المقاومة الداخلية، وقوى المنافسة الخارجية، وبهذا اضطرت جيوش الفرنسيين إلى الجلاء عن مصر بعد أن قضت في ربوعها سنوات ثلاث لم تذق في خلالها طعم الراحة يوما واحدا.
وهكذا استيقظت مصر من سباتها الماضي الطويل العميق، ولكن يقظتها لم تكن تلقائية رفيقة هادئة، بل لقد كانت يقظة عنيفة مفاجأة دفعت إليها دفعا، وكانت الأضواء التي حملها الفرنسيون معهم - أضواء السلاح والحضارة والعلم - قوية براقة، كادت تغشى لها عيون المصريين، ولم يتمالك كبير من علمائهم - وهو المؤرخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي - أن يعبر عنها حين زار مكتبة الفرنسيين ومعهدهم، بقوله: «ولهم فيه أمور وتراكيب غريبة، ينتج منها نتائج لا تسعها عقول أمثالنا.»
وشهدت مصر في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر صراعا عنيفا بين قوى ثلاث: الأتراك، والمماليك، والإنجليز، كل منها تعمل لحسابها ، وتمهد السبيل كي تفوز هي وتصبح لها السيطرة على مصر وشعبها وشئونها، ووسط هذا الضباب الكثيف، ووسط هذا العثير المتطاير نتيجة لصراع هذه القوى الأجنبية الثلاث بدأت تظهر قوة جديدة ظلت كامنة قرابة ثلاثة قرون، تلك هي قوة الشعب المصري.
अज्ञात पृष्ठ
وأعلن هذا الشعب إرادته قوية جريئة صريحة: أنه صاحب الحق الأول في اختيار حاكمه، وكان موفقا حين أعلن على لسان زعمائه اختيار محمد علي واليا عليه.
وأدرك محمد علي منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها عرش مصر أنه لا بد من رسم سياسة إصلاحية جديدة لانتشال الكنانة من وهدة الخراب والفساد التي تردت فيها طوال العصر العثماني، ورأى أن السبيل القويم للإصلاح هو الاتجاه نحو الغرب، والاقتباس من نظمه والنقل عن علومه، وخطا نحو تنفيذ هذه السياسة الإصلاحية خطوات مختلفة؛ فبدأ باستخدام الأجانب والاستعانة بهم، ثم ثنى بإرسال المصريين في بعثات إلى أوروبا، ثم ثلث بإنشاء المدارس الجديدة في مصر على النظام الأوروبي، ولتدريس هذه العلوم والنظم الجديدة، وكانت وسيلته الكبرى في كل هذه المحاولات هي النقل عن الغرب، هي الترجمة.
وما كتابنا هذا إلا دراسة تفصيلية لهذه الوسيلة الكبرى، وما يتصل بها من أدوات، وما سبقها من مقدمات وتمهيدات، وما تلاها أو تسبب عنها من نتائج.
تتبعنا حركة الترجمة في هذا العصر منذ خطواتها الأولى في إعداد المترجمين من خريجي المدارس والبعثات، إلى اختيار الكتب وطريقة ترجمتها، إلى مراجعتها وتحريرها وتصحيحها، إلى أن وصلنا بها إلى المرحلة الأخيرة، مرحلة الطباعة والنشر.
وأفردنا خلال هذا كله فصولا قائمة بذاتها للمؤسسة العلمية الكبرى التي أنشئت لخدمة هذه الحركة - وهي مدرسة الألسن وقلم الترجمة الملحق بها - ثم لطلائع رجال النهضة الثقافية الذين أسهموا في هذه الحركة من مترجمين ومصححين، ثم لحركة القواميس والمعاجم باعتبار أنها أداة من أهم أدوات النقل والترجمة، ثم لحركة الطباعة والمطابع التي أنشئت أول ما أنشئت لخدمة حركة الترجمة، ولطبع الكتب المترجمة.
وأخيرا ختمنا الكتاب بفصل كبير قدمنا فيه دراسة تحليلية مقارنة للحركة وأهدافها ووسائلها وأسلوب الترجمة وآثارها في اللغة العربية وفي المجتمع المصري.
ثم ألحقنا بالبحث مجموعة من الجداول ضمناها إحصاء للكتب التي ترجمت في عصر محمد علي مع البيانات الوافية عن كل كتاب ومؤلفه ومترجمه ومصححه وأجزائه وصفحاته وسنة طبعه ... إلخ.
هذه صورة سريعة للكتاب وموضوعه ومحتوياته لا أريد أن أزيد في تفصيل الحديث عنها، وإنما أترك الحكم عليها للقارئ الكريم بعد الاطلاع عليها، وإذ كان هذا الكتاب قد تناول بالبحث والدراسة - إلى جانب موضوع الترجمة - نواحي النهضة الثقافية المختلفة، بحكم اتصالها وخدمتها لحركة الترجمة، فقد آثرت أن يكون عنوانه الجديد: «تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي»، فهو بهذا أدل على موضوعات الكتاب ومحتوياته. •••
بقيت كلمة أخيرة أحب أن أختم بها هذا الحديث، وأن ألفت إليها الأنظار، ذلك أن محمد علي لم يندفع في حركته الإصلاحية نحو الغرب اندفاعا كليا، بل حاول دائما أن يوائم بين حاجات مصر وتراثها الشرقي وبين ما يريد أن يستورده له من إصلاحات ونظم وعلوم غربية، فهو بوسائله جميعا - التي عرضنا لذكرها في متن هذا الكتاب - حاول أن ينقل الغرب إلى مصر؛ ليحقق مثله العليا في الإصلاح، ولكنه لم يحاول البتة أن ينقل مصر إلى الغرب، بل احتفظ لها بروحها وتقاليدها، بل لقد حاول في كثير من الأحيان أن يمزج بين الخير في العالمين - الشرقي والغربي - فأقام النهضة المصرية الحديثة على أسس متينة صحيحة، ووجهها - منذ عصره حتى الآن - الوجهة الطيبة التي أفادت منها، والتي لا نزال نعمل للإفادة منها.
وأخيرا أرى أن من واجبي أن أتقدم بالشكر الجزيل لأستاذي الجليلين حضرتي صاحبي العزة عبد الحميد العبادي بك، ومحمد شفيق غبريال بك؛ فقد أفدت الكثير من توجيهاتهما، وتعضيدهما أثناء إعداد هذا البحث.
अज्ञात पृष्ठ
وبعد، فإني أحمد الله سبحانه وتعالى حمدا كثيرا أن وفقني لهذا، فمنه وحده التوفيق، وبه وحده العون، وأبتهل إليه سبحانه أن يوفقني للعمل الصالح إنه على كل شيء قدير.
جمال الدين الشيال
الإسكندرية في 28 أكتوبر سنة 1951
مقدمة
وفد محمد علي على مصر ضابطا صغيرا من ضباط الحملة التركية الإنجليزية التي أتت في مارس سنة 1801 لإخراج الفرنسيين من مصر، واشترك محمد علي في معارك كثيرة مع جيوش دول ثلاث: إحداها دولة شرقية متحطمة تسير نحو الفناء، فجيوشها خليط من شعوب كثيرة متنافرة يعوزها التآلف والانسجام والنظم الحديثة وحسن القيادة، والثانية والثالثة دولتان غربيتان ناهضتان تنافس كل منهما الأخرى في سبيل الاستيلاء على هذه الكنانة لما تتمتع به من ميزات جمة، ولأنها مفتاح الشرق، مطمح أنظارهما، ولموقعها الجغرافي الممتاز، وجيوش هاتين الدولتين تمتاز بنظم حديثة، وأسلحة جديدة، وخطط محكمة، وقيادة قديرة، فكان لهذا اللقاء الأول أثر جد قوي في نفس محمد علي وتفكيره.
فلما جلا الفرنسيون عن مصر، واستقر محمد علي فيها ضابطا من ضباط الفرقة الألبانية، ظل يرقب عن كثب الصراع الذي قام من جديد بين القوى الثلاث: المماليك والأتراك والإنجليز، وقدر محمد علي كل قوة قدرها، وأيقن أن كل واحدة منها تناضل الأخرى في سبيل أن تفوز هي وتغنم دون أن تعير هذا البلد وهذا الشعب اهتماما، ورأى بثاقب نظره أن هناك - وراء الستار - قوة ظلت كامنة قرابة ثلاثة قرون، وقد أيقظتها هذه الحملة الفرنسية، وأن المستقبل لهذه القوة إذا وجدت من يأخذ بيدها، ويقودها إلى الخير.
وانتهت هذه المعركة الثلاثية بخروج الإنجليز من مصر أولا، ثم بضعف المماليك والأتراك ثانيا، وهنا ظهر محمد علي في صف الشعب، ولحظ الناس - خاصتهم وعامتهم - مواهب هذا الرجل الممتازة «فرأوا في رجل الحرب الزعيم المفطور على الخير، ولما اشتد الأمر بينهم وبين الباشا العثماني قالوا له: إنا لا نريد هذا الباشا حاكما علينا، ولا بد من عزله من الولاية، فقال: ومن تريدونه يكون واليا؟ قالوا له: لا نرضى إلا بك، وتكون واليا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير، فامتنع أولا، ثم رضي، وأحضروا له «كركا» وعليه قفطان، وقام إليه السيد عمر والشيخ الشرقاوي فألبساه له، وذلك وقت العصر، ونادوا بذلك في تلك الليلة في المدينة.»
1
وانتهى النزاع أخيرا، واضطر السلطان اضطرارا أن يقر محمد علي واليا على مصر ، ومنذ ذلك الحين بدأ هذا الرجل العظيم يطهر الجو أولا، ثم أخذ يضع الخطط لإصلاحاته المختلفة، التي تعتبر - إلى حد ما - استمرارا لما بدأه الفرنسيون في مصر، والتي التزم فيها سبيلا وسطا، فلم يلجأ إلى القديم ويتعصب له؛ لأنه آمن منذ اللقاء الأول بأن الإصلاح إنما يكون بالنقل عن الغرب، ولكنه في نفس الوقت لم يأخذ عن الغرب كل شيء، ولم يعتمد عليه كل الاعتماد، بل «اتخذ بين المستشرقين والمستغربين خطة وسطا، يدلك على ذلك أن «ماكولي» استشهد بما عمله محمد علي في مصر لتأييد ما ذهب إليه من ضرورة تعليم العلوم الحديثة، كما أن خصوم «ماكولي» من أنصار الثقافة الشرقية استشهدوا أيضا بمحمد علي لتأييد ما ذهبوا إليه من ضرورة وصل حاضر الأمة بغابرها، فقالوا - وكان حقا قولهم: إن مصلح مصر يعلم العلوم الحديثة، ولكنه يعلمها باللغة العربية ...»
2
अज्ञात पृष्ठ
تولى محمد علي عرش مصر والعلم فيها قد انزوى في أروقة الأزهر، وصحون بعض المساجد، وقاعات المكاتب في المراكز والقرى، وكان لعلماء الأزهر - كما يقول رفاعة - «اليد البيضاء في إتقان الأحكام الشرعية، العملية والاعتقادية، وما يجب من العلوم الآلية كعلوم العربية الاثني عشر، وكالمنطق، والوضع، وآداب البحث، والمقولات، وعلم الأصول المعتبر ...»
3
وكان الأزهر كما يقول: «جنة علم دانية الثمار، وروضة فهم يانعة الأزهار»،
4
وإن كان أستاذه الشيخ العطار قد فقد ثقته بهذه العلوم، مذ بهرته علوم الفرنسيين، وراح يطلب غيرها لنفسه، ويقرأ لتلاميذه كتبا غير كتب الأزهر، وعلوما غير علوم الأزهر، وكان يقول: «إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها.»
5
وآمن محمد علي بهذا الرأي، وبدأ يعد العدة لإنشاء المدارس الجديدة، ولكنه تخير تلاميذها ومعلميها من المعهد القديم - الأزهر - واحتفظ لمدارسه الجديدة بالطابع الإسلامي الشرقي، فكان في نظر أهل عصره من المصريين «مجددا لدروس العلم بعد اندراسها، آتيا في ذلك بما لم تستطعه الأوائل»،
6
كما كان يلقبه الأوروبيون «بمعيد تمدن الإسلام، ومبيد تمكن الأوهام».
7
अज्ञात पृष्ठ
بدأ محمد علي في مصر عهدا جديدا؛ فقد كانت العلاقات بينه وبين السلطان غير مستقرة، وكان الجيش الذي وجده في مصر - إن صح أن يسمى جيشا - خليطا عجيبا من شرازم مملوكية، وفرق ألبانية، وشركسية، إلخ ... إلخ، وكانت له أطماع سياسية تتجه إلى إحياء العالم العثماني، وكان يرى أن هذا الإحياء لا يمكن أن يتم إلا إذا اتخذ لنفسه جيشا وأسطولا عظيمين قويين ينهج في تكوينهما نهج دول أوروبا في تكوين جيوشها وأساطيلها.
ورأى محمد علي بعد هذا أن السياسة الاقتصادية في مصر سياسة خربة يعوزها الإصلاح الشامل في شتى نواحيها، وكان مذهبه في الإصلاح - مصيبا في ذلك أم مخطئا - أن تضع الحكومة يدها على فروع الإنتاج الاقتصادي المختلفة، من زراعة وتجارة وصناعة، لتتمكن من إدخال الإصلاح الذي تريد.
وكان محمد علي أخيرا في حاجة إلى موظفين إداريين حازمين يفهمون عنه رغبته في الإصلاح، ويقدرون حالة البلد، وحاجتها، ويلمون إلماما تاما بنواحي الإصلاح الغربي المراد اقتباسه.
وكانت مصر خلوا من هذا الصنف من الرجال، فاتجه محمد علي أول الأمر إلى استخدام الأجانب، ولكنه كان يدرك منذ اللحظة الأولى «أن الإكثار من الأجانب في خدمة الحكومة ليس من الصواب في شيء، فكثير منهم - على كفايتهم في النظم الحربية والاقتصادية كما عرفتها بلادهم في ذلك الوقت - يجهلون أغراض الحكومة، وقد يعرقلون أعمالها، عن قصد أو غير قصد، وقد يجهلون أيضا ما تحتاجه بلاد ناشئة كمصر من تلك النظم الحربية والاقتصادية، وقد يرجع هذا إلى جهلهم بلغة البلاد، وعادات أهلها، وطباعهم، وكان محمد علي لا يثق في كثير منهم، ويرى أنهم إنما يعملون لمصلحتهم الذاتية قبل أن يعملوا لمصلحة الدولة التي تنفق عليهم، وأنهم يروج بعضهم لبعض.
هذا إلى النفقات الطائلة التي تنفق عليهم؛ فهم يتقاضون مرتبات باهظة، وكثير منهم يجهلون اللغة العربية، فيعين لهم مترجمون ليكونوا عونا لهم في عملهم، وفي الصلة بينهم وبين الحكومة».
8
هذه هي الأسباب التي كانت تعدل بمحمد علي عن الاعتماد على الأجانب أو الإكثار منهم في وظائف الحكومة، وتدفعه إلى التفكير الجدي السريع في إيجاد حل للإقلال منهم ، ثم لإحلال المصريين محلهم، ويضاف إلى الأسباب السابقة ما كان يمتاز به كثيرون من هؤلاء من جهل وادعاء واستغلال، يؤيد دعوانا هذه ما يقوله «إدوار جوان» عن الأطباء المرافقين للحملة المصرية على السودان، قال: «كان يوجد لفيف من أفاقي اليونان والطليان يرافقون الجيش في تنقلاته من مكان إلى مكان منتحلين العلم بالطب، والحقيقة أنهم كانوا لا يدرون من بسائطه شيئا، وإنما كانوا من النصابين البارعين في الشعوذة، ولقد كان ستة من أولئك الأطباء المزعومين في مقدمة الذين لقوا حتفهم بتلك الأمراض المهلكة، فكان موتهم بها دليلا على عجزهم وجهلهم، وشعوذتهم»،
9
وذكر أيضا «مسيو هامون» ناظر مدرسة الطب البيطري في مصر في عهد محمد علي عند كلامه عن الأطباء والصيادلة الأجانب الذين ألحقوا بالإدارة الصحية أول إنشائها، أن ثلثيهم كانوا لا يحملون دبلومات أو مؤهلات عملية طبية، بل إن منهم من كان ممرضا أو مدير مكتب تلغرافي أو صانع أحذية أو ندلا في مقهى بالقاهرة، ثم قال: «إن أي أجنبي كان ينزل بأرض مصر وليس له مهنة يمتهنها كان يعين صيدليا أو طبيبا.»
10
अज्ञात पृष्ठ
أدرك محمد علي إذن كل هذه الأسباب، وكانت له بصيرة مستشفة، وعين نفاذة، وبدأ يفكر كما قلنا في الوسائل التي تمكنه سريعا من الاستغناء عن هؤلاء الأجانب - أو على الأقل - عن المدعين منهم، ثم إحلال المصريين محلهم، وقد اتبع لتنفيذ هذا الرأي سبلا كثيرة: (1)
رأى أولا أن علوم الغرب، وحكمته، وخططه، ونظمه، قد سطرت جلها أو كلها في كتبه التي وضعها علماؤه، ومؤلفوه، فكانت خطته الأولى أن يمهد السبل لترجمة كثير من هذه الكتب إلى العربية أو التركية؛ ليسهل على أبناء البلاد الاطلاع عليها، والإفادة منها، وقد عهد فعلا لكثير من الأجانب في مصر - شرقيين وغربيين - بترجمة بعض الكتب، غير أنهم كانوا يتلكئون، أو يهملون في عملهم حتى «ليتم أحدهم عمل ستة أشهر في خمس سنوات»،
11
ومع هذا فقد ترجمت كتب كثيرة في مختلف الفنون، ولكن هل يستطيع هذا النفر من المترجمين أن يحولوا ماء البحر بكوب؟! كلا ولو جاء لهم محمد علي بأضعاف أضعافهم عونا ومددا؛ ولهذا أدرك ما يشين هذه الطريقة من بطء، وما قد يشوبها من أخطاء ترجع إلى اختيار الكتب أو المترجمين، أو كفاية هؤلاء المترجمين، ومبلغ معرفتهم بالعلوم التي يترجمون فيها، أو باللغات التي ينقلون عنها وإليها. (2)
راح محمد علي بعد ذلك يتلمس طريقة أخرى فرأى أن ينقل نفرا من أهل البلد إلى أوروبا - موطن هذه العلوم والنظم - ليدرسوا هذا الذي يريد نقله هناك، وبلغة القوم، حتى إذا عادوا لمصر كانوا عدتها في المستقبل، وحلوا محل الأجانب في الوظائف المختلفة، وفي تعليم ما درسوا لأبناء أمتهم، وفي ترجمة الكتب الغربية؛ ولهذا أرسل محمد علي البعوث إلى أوروبا الواحدة بعد الأخرى، وعاد الكثيرون من أعضائها وقد أفادوا الفائدة الكبرى، وحققوا أغراض محمد علي، وحملوا العبء عن الأجانب، وأدوا واجبهم بإخلاص وأمانة، وكان محمد علي مع هذا لا يوليهم - بعد عودتهم - الأعمال المختلفة إلا إذا استوثق من مهارتهم، وكان مقياسه في ذلك أن يقوم كل منهم بترجمة كتاب في الفن الذي اختص فيه، أما الذين درسوا الصناعة منهم، فكان يجربهم فيما درسوه، «حتى إذا أظهروا مهارة وكفاية استغنى عن خدمات الأجانب، وأحل محلهم أهل البلاد في وظائفهم»؛
12
لأنه كان يرى في صرف الأجانب عن المنشآت الجديدة، وإحلال المصريين محلهم «صيانة لأموال الحكومة وفخرا لها»،
12
وكان يفرح الفرح كله كلما سمع عن نبوغ بعض الضباط المصريين، ويعد ذلك «فألا حسنا للمستقبل؛ إذ يعفي الحكومة من استخدام الأجانب».
12 (3)
अज्ञात पृष्ठ
كان لهذه الطريقة فائدتها وجدواها؛ فقد عاد الكثيرون من أعضاء البعثات، وتولوا الكثير من الأعمال والوظائف، وترجموا الكثير من الكتب، ولكن جيوش محمد علي وأساطيله تحتاج لمئات الضباط، والمصانع المتعددة تحتاج لآلاف العمال، والإصلاح الزراعي، ومنشآت الري والهندسة تحتاج لعشرات الخبيرين بهذه الفنون والعلوم الجديدة، والمدارس تحتاج لمئات المدرسين المختصين في مختلف العلوم، والإصلاح الطبي يحتاج لجيش كبير من الأطباء ... وهكذا ... وهكذا ... فهل يستطيع محمد علي، أو هل تمكنه ميزانية الدولة أن يبعث هذه الآلاف من المصريين ليتلقوا العلم في أوروبا ...؟!
وجد محمد علي أن هذه أيضا طريقة غير عملية، أو - على الأقل - غير سريعة الإنتاج؛ لأنه لو اكتفى بها لاحتاج إلى سنوات وسنوات، وهو حريص على أن يشمل إصلاحه كل ناحية من نواحي الحياة المصرية، وفي أسرع وقت ممكن؛ لهذا لجأ إلى تجربة رابعة ذات شعبتين: (أ)
فقد عهد إلى الأجانب أن يقوموا - إلى جانب أعمالهم - بتعليم بعض المصريين علومهم وفنونهم حتى إذا أتم هؤلاء تعليمهم خلفوا أساتذتهم في مراكزهم، «فالضباط الأجانب ينظمون فرق الجيش، ويعلمون الضباط والجند المصريين أو الأتراك، والأطباء الأجانب يعملون في المستشفيات، ويعلمون التلاميذ ليكونوا أطباء، ورجال الصناعة الأجانب يعملون في المصانع، ويعلمون فنهم للصناع المصريين». (ب)
ثم رأى محمد علي أخيرا أن ينشئ المدارس المختلفة لتعليم أبناء البلاد تعليما رتيبا منظما؛ فأنشأ مدارس الطب والهندسة والزراعة والحربية ومدرسة الألسن، ثم رأى أن لا بد من وجود مدارس أخرى لإعداد الملتحقين بهذه المدارس «الخصوصية»؛ ففتح مدارس «المبتديان»، والمدارس «التجهيزية».
بهذه الوسائل جميعا حاول محمد علي أن ينقل الغرب إلى مصر ليحقق مثله العليا في الإصلاح، ولكنه لم يحاول البتة أن ينقل مصر إلى الغرب بل احتفظ لها بروحها وتقاليدها، بل لقد حاول في كثير من الأحيان أن يمزج بين الخير في العالمين - الشرقي والغربي - فأقام النهضة المصرية الحديثة على أسس متينة صحيحة، ووجهها - منذ عصره حتى الآن - الوجهة الطيبة التي أفادت منها، والتي لا نزال نعمل للإفادة منها.
ختم محمد علي باشا.
استعان محمد علي - كما ذكرنا - بالأجانب أول الأمر، وهنا نتساءل: بأي الأجانب استعان؟ لما لذلك من أثر واضح سيصبغ ثقافة مصر بصبغة خاصة طوال القرن التاسع عشر.
كانت دول أوروبا صاحبة الصدارة في العصور الوسطى المتأخرة ومطلع العصر الحديث هي: إنجلترا وفرنسا، وجمهوريات إيطاليا.
أما إنجلترا فلم تفكر يوما - حتى أواخر القرن الثامن عشر - في أن تكون لها بمصر علاقة ما، وخاصة من الناحية السياسية، وذلك إذا استثنينا الدور الذي لعبه الملك «ريتشارد» (قلب الأسد) في الحروب الصليبية، وما كان بينه وبين سلطان مصر وقتذاك صلاح الدين الأيوبي وأخيه الملك العادل أبي بكر من علاقات
13
अज्ञात पृष्ठ
صداقة كانت توحي بها روح العصر والمثل العليا لنظام الفروسية السائد في تلك الأيام، وما كان يتمتع به كل من صلاح الدين، و«ريكاردوس» من صفات البطولة الصادقة.
وبانتهاء تلك الحملة الصليبية انقطعت العلاقات بين مصر وإنجلترا، حتى إذا كان النصف الثاني من القرن الثامن عشر سمعنا عن مساع كثيرة يبذلها الإنجليز في مصر للعودة إلى استعمال الطريق البري القديم عبر مصر والبحر الأحمر للوصول إلى الهند؛
14
لما يمتاز به هذا الطريق من قصر وسرعة تتناسب ومبشرات الرغبة في هذه السرعة التي ستكون أهم مميزات القرن التاسع عشر وخاصة بعد الانقلاب الصناعي.
وأحست فرنسا في نفس الوقت أهمية مصر في هذه الناحية، وبدأت المنافسات التحتية مع مولد القرن التاسع عشر بين هاتين الدولتين لاحتلال مصر، وظهرت أروع صور هذه المنافسة في النضال الذي انتهى بإخراج الفرنسيين من مصر سنة 1801، وتلكأت الجنود الإنجليزية في مصر بعد خروج الفرنسيين حتى اضطرت إلى الجلاء بعد قليل، ثم عاودت محاولتها مرة أخرى سنة 1807 فمنيت هذه المحاولة بالفشل.
فهل نستطيع أن نقول: إن محمد علي يتجه في محاولاته للإصلاح إلى إنجلترا، أو أن يستعين بالإنجليز، ولم يكن في مصر منهم جاليات كبيرة!
فإذا تركنا إنجلترا إلى فرنسا لاحظنا أن محمد علي قد اشترك في المعارك التي انتهت بإخراجهم من مصر، وقد خلصت له مصر بعد عهدهم مباشرة، فهو يحس تماما ما تركوا في مصر من آثار، ولكن لعله كان لا يزال يتخوف منهم، ثم إن عدد الجالية الفرنسية في مصر قد نقص نقصا كبيرا بعد خروج الحملة، فلم يكن من الطبيعي أيضا أن يتجه محمد علي أول ما يتجه إلى فرنسا، وإن كان سيتجه إليها بعد قليل لعوامل أخرى.
انحرف محمد علي عن الاتجاه إلى هاتين الدولتين، والاستعانة برجالهما أول الأمر - رغم ما كان لهما من زعامة على دول الغرب وقتذاك - واتجه أول ما اتجه إلى إيطاليا والإيطاليين؛ ولذلك أسباب:
فقد ظلت العلاقات التجارية بين مصر وجمهوريات إيطاليا متينة وثيقة طول العصور الوسطى، وكان للإيطاليين حتى أوائل عهد محمد علي جاليات كثيرة في ثغور مصر والشام وموانيهما، كما كانت اللغة الإيطالية هي اللغة الأجنبية الأكثر شيوعا
15
अज्ञात पृष्ठ
وتداولا، بل لقد كانت لغة المخاطبات الرسمية حتى بين القنصليات غير الإيطالية، وكان هؤلاء الإيطاليون يعرفون العربية، كما كان عامة الأهالي في الثغور المصرية، وخاصة الإسكندرية، يتكلمون الإيطالية، يقول رفاعة عند كلامه عن الإسكندرية في «رحلته إلى باريس»: إن أغلب السوقة بهذه المدينة «يتكلم ببعض شيء من اللغة الطليانية».
16
فلما انتهت مذبحة القلعة، وأصبح أولاد المماليك وغلمانهم ملكا لمحمد علي، بدأ الخطوة الأولى لإصلاح الجيش، فأنشأ لهؤلاء الغلمان مدرسة في القلعة على نمط مدارس المماليك القديمة، غير أنه كان يدرس فيها إلى جانب الفنون الحربية اللغات العربية والتركية والإيطالية؛ فاللغة الإيطالية هي أول لغة أوروبية قرر تدريسها في مدارس محمد علي.
وسنجد فيما بعد أيضا أن اللغة الإيطالية ستدرس في مدرستي بولاق وقصر العيني ثم في مدرسة المهندسخانة ببولاق، وفي بعض المدارس الحربية في سنيها الأولى.
وعندما فكر محمد علي في إرسال البعوث إلى أوروبا، كانت أول بعثاته في سنة 1809، وثانيتها في سنة 1813 إلى مدن إيطاليا المختلفة: ليفورن، وميلانو، وفلورنسا، وروما، وذلك لدراسة فن سبك الحروف، والطباعة، وبعض الفنون العسكرية وبناء السفن، ونظم الحكم. «ومن إيطاليا استدعى محمد علي المعلمين للمدارس، والضباط المدربين للجيش، واشترى آلات الطباعة، والكتب التي دفعها إلى المترجمين لينقلوها إلى التركية أو العربية.»
17
وقد ذكر كلوت بك في تقريره عن الطب في مصر الذي قدمه في ديسمبر سنة 1837 للدكتور «بورنج
Bowring » مبعوث الحكومة الإنجليزية في مصر، أنه بدأ عمله في مصر والإدارة الصحية يشرف عليها - في معظمها - الإيطاليون، ثم ذكر في إحصائية صغيرة أن مائة وخمسة من الأطباء والصيادلة في الجيش والمستشفيات العسكرية كانوا من الإيطاليين، واثنين وثلاثين من الفرنسيين، وستة من الإنجليز، وخمسة من الألمان، وأربعة من البولنديين، واثنين من الإسبان.
18
وعندما استقدم محمد علي بعثة حربية من فرنسا للاشتراك في تنظيم جيشه، كتب الجنرال «بواييه
अज्ञात पृष्ठ
Boyer » رئيس هذه البعثة إلى صديقه المسيو «جومار
Jomard » عضو المجمع العلمي الفرنسي، والمشرف على بعثات محمد علي إلى فرنسا فيما بعد - يقول: «وجدت أن إدارة الشئون كلها في مصر في أيدي الإيطاليين، واللغة الفرنسية في المحل الثاني، ولا يعلمون في المدارس الحربية سوى اللغة الإيطالية، ولا يترجمون سوى الكتب البسيطة التي وضعها مؤلفون من ذلك الشعب، ومدرسو الرياضيات واللغات، والعلوم، والفنون، وغيرها، كلهم إيطاليون، وفي كل عام يرحل إلى أوروبا ثلاثون أو أربعون شابا ليتعلموا علومها وفنونها، وإلى «بيزة» يتجهون حتى في دراسة الفنون الحربية، ويظهر الوالي دهشته من هذا التفوق الإيطالي، وإنهم ليبثون في ذهنه المخاوف من ناحية الفرنسيين (الخادعين)، أما من ناحية الإيطاليين فلا يجب أن يخشى شيئا ...»
19
ومن الفقرة الأخيرة من هذا الاقتباس نعلم مبلغ المرارة التي كان يحسها الفرنسيون من تفوق الإيطاليين ولغتهم في حكومة وإدارة ومدارس وجيش محمد علي؛ ولهذا نلاحظ أن الفرنسيين سيبذلون كل الجهود للقضاء على هذا النفوذ لكي تكون لهم وللغتهم الصدارة بين الأجانب واللغات الأجنبية في مصر، وقد ساعدهم على ذلك أن الطوائف الأولى من الإيطاليين لم تكن من العنصر الممتاز، بل كان معظمهم يشبهون ذلك اللفيف من الأطباء الذين وصفهم «إدوار جوان» بأنهم كانوا: «من أفاقي اليونان والطليان»، وذلك في الوقت الذي ترك فيه الفرنسيون القلائل الذين التحقوا بخدمة محمد علي، وخاصة «الكولونيل سيف» و«كلوت بك» أطيب الأثر وأجمله.
وهناك عامل شخصي قد يكون له بعض الفضل في التمهيد لغلبة الفرنسيين على الإيطاليين، وذلك أن محمد علي كان قد اتصل في شبابه بتاجر فرنسي اسمه «المسيو ليون»،
20
وقد أخلص له هذا الرجل الود والإخاء، وأفاده كثيرا بخبرته في شئون التجارة، كذلك قد يرجع بعض الفضل إلى أن فرنسا كانت تسعى - برجالها وعلمائها وضباطها - إلى مصر وإلى محمد علي سعيا؛ فقد كانت تعتبره منفذا ومتمما لما بدأه علماء الحملة من أبحاث، ولما بدأته الحملة نفسها من إصلاحات.
وأخيرا لقد كان لمركز فرنسا الدولي الممتاز حينذاك - كدولة من دول البحر الأبيض المتوسط - أثر كبير في إشاحة محمد علي وجهه عن إيطاليا والإيطاليين، واتجاهه في سياسته الإصلاحية نحو فرنسا والفرنسيين.
نجحت فرنسا في حلبة هذه المنافسة، وألغيت اللغة الإيطالية شيئا فشيئا من المدارس المصرية، واستغني عن الضباط والمدرسين الإيطاليين واستعيض عنهم بضباط ومدرسين فرنسيين، وعدل عن ترجمة الكتب الإيطالية، وألغيت البعوث الإيطالية فغدت ترسل - في معظمها - إلى فرنسا، وفي كلمة واحدة لقد تحولت مصر عن النقل عن الثقافة الإيطالية إلى النقل عن الثقافة الفرنسية، وسيكون لهذا أثره الملحوظ كما ذكرنا، فستظل مصر طول القرن التاسع عشر مصطبغة بالصبغة الفرنسية في شتى نواحيها التفكيرية، غير أنه لزام علينا أن نشير في ختام هذا الموضوع إلى أن محمد علي لم يكن أسيرا لحبه لفرنسا وللثقافة الفرنسية وحدها، بل كان يحب دائما أن يستعين برجال كل دولة امتازت في ناحية من نواحي العلم والعرفان، فكانت من بعثاته بعثات أرسلت للنمسا وإنجلترا، كما كان يدير بعض مدارسه ويعلم فيها أفراد من الإسبانيين والإنجليز وغيرهم.
الباب الأول
अज्ञात पृष्ठ
الأدوات غير المباشرة للترجمة في عصر محمد علي
الفصل الأول
المدارس
متى بدأ محمد علي سياسته الإصلاحية؟ (1) المدارس الطبية: مدرسة الطب البشري، حاجة الجيش إلى أطباء، كلوت بك ينشئ المدرسة، صعوبة اللغة، كيف تغلب عليها، الاستعانة بالمترجمين، عيوب هذه الطريقة، طرق علاجها، مدرسة الصيدلة، مدرسة الولادة، مدرسة الطب البيطري، جهودها في الترجمة. (2) المدارس الفنية: المدارس الزراعية، المدارس الهندسية، جهودها في الترجمة، وأثر هذه الجهود. (3) المدارس الصناعية: مدرسة الكيمياء، مدرسة المعادن، مدرسة العمليات. (4) المدارس الحربية والبحرية: مدرسة أسوان، مدرسة أركان الحرب، مدرسة البيادة، مدرسة السواري، مدرسة الطوبجية، المدارس البحرية، جهودها في الترجمة. ***
يصح أن نعتبر سنة 1811، وهي السنة التي قضى فيها محمد علي على المماليك، بدءا للسياسة الإصلاحية المحمدية العلوية، ففي عقبها أنشأ المدرسة الحربية الأولى لتعليم أولاد المماليك وغلمانهم بالقلعة، وكانت اللغة الإيطالية هي اللغة الغربية التي تدرس في هذه المدرسة، كما كان المدربون الأجانب من الإيطاليين، وقبيل هذه السنة أيضا بدأ محمد علي التفكير في الناحية الأخرى من الإصلاح، فأرسل في المدة ما بين سنة 1809، و1816 بعثات مختلفة إلى إيطاليا، فركنا الإصلاح الجديد، وهما: المدارس الحديثة والبعثات، بدئ في تشييدهما في حدود هذه السنة وبعدها، وسيستمر هذا التشييد حتى نهاية عهد محمد علي؛ فالمدارس تنشأ الواحدة بعد الأخرى حسب حاجة البلاد، وتنفيذا لرغبة محمد علي، والبعثات ترسل لبلدان أوروبا المختلفة البعثة بعد البعثة تحقيقا لسياسة ولي النعم التي ترمي إلى إحلال المصريين محل الأجانب.
وسنحاول أن نتتبع في الصفحات التالية خطوات التشييد لهذين الركنين: المدارس والبعثات: وسوف نعنى في هذا الموجز بالنواحي التي تعيننا على دراسة تاريخ الترجمة في ذلك العصر؛ كتحديد اللغات الأجنبية التي كانت تدرس في كل مدرسة، والإشارة إلى من تولى إدارة المدارس والتعليم فيها من الأجانب، وإلى جهود كل مدرسة في الترجمة، أما التاريخ التفصيلي للمدارس في هذا العهد فسنغضي عنه عامدين؛ لأننا لا نؤرخ للتعليم بوجه عام، بل للترجمة بوجه خاص. (1) المدارس الطبية (1-1) مدرسة الطب البشري
بدأ محمد علي بإنشاء جيشه الجديد بعد سنة 1815، وكان من الضروري - اقتداء بالجيوش الأوروبية التي ينقل عنها - أن يلحق عددا من الأطباء بكل فرقة من فرق الجيش، وأن تنشأ لهذه الفرق المستشفيات الثابتة والمتنقلة.
كلوت بك ناظر المدرسة الطبية ومفتش عموم الصحة.
واستعان محمد علي - أول الأمر - بطائفة من أدعياء الطب
1
अज्ञात पृष्ठ