तारीख तर्जमा

जमाल दीन शैयाल d. 1387 AH
151

तारीख तर्जमा

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

शैलियों

غرة كوكبية الانفلاق

إنما آلمه في السودان شعوره بأنه منفي، وتألمه لما أصاب معظم زملائه من مرض ووفاة، وخاصة بيومي أفندي صديقه في باريس ومصر، ووفيه في الجهاد العلمي، وصاحبه في السراء والضراء، يؤيد هذا قوله في قصيدته السابق الإشارة إليها:

وحسبي فتكها بنصيف صحبي

كأن وظيفتي لبس الحداد

187

ومع ذلك فقد تذرع هناك بالصبر والإيمان، وقام بواجبه في مدرسة الخرطوم خير قيام، وتخرج على يديه بعض أبناء مصر والسودان، وقد بث شكواه في قصائد كثيرة تعد من أجمل ما قال من شعر، ولم ينس أخيرا عمله الذي أحبه وأخلص له، وهو الترجمة، فشغل وقت فراغه بترجمة قصة «تليماك»،

188

وقد أشار في مقدمتها إلى ما كان يحس - وهو في منفاه - من ألم ممض، وكيف استعان على تحمل هذا الألم باشتغاله بترجمة هذا الكتاب، قال: «وإنما فقط لما توجهت بالقضاء والقدر إلى بلاد السودان، وليس فيما قضاه الله مفر أقمت برهة خامد الهمة، جامد القريحة في هذه الملمة، حتى كاد يتلفني سعير الإقليم الفائر بحره وسمومه، ويبلعني فيل السودان الكاسر بخرطومه، فما تسليت إلا بتعريب «تليماك»، وتقريب الرجاء بدور الأفلاك.»

هذا هو مجهود رفاعة في الترجمة حتى عهد إقامته في السودان، وله مجهود آخر في نفس الميدان

189

अज्ञात पृष्ठ