मिस्र में फ्रांसीसी अभियान के दौरान अनुवाद का इतिहास
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
शैलियों
ويقول صديقه ومعاصره الشيخ محمد شهاب الشاعر إنه «كان آية في حدة النظر وشدة الذكاء، ولقد كان يزورنا ليلا في بعض الأحيان فيتناول الكتاب الدقيق الخط الذي تعسر قراءته في وضح النهار، فيقرأ فيه على نور السراج وهو في موضعه، وربما استعار مني الكتاب في مجلدين فلا يلبث عنده إلا الأسبوع أو الأسبوعين، ويعيده إلي، وقد استوفى قراءته وكتب في طرره على كثير من موضعه ...»
23
ويذكر تلميذه وصديقه رفاعة أنه كان معنيا بالبحث في العلوم غير الدينية، وخاصة العلوم الجغرافية والتاريخية، وأنه وجد بخطه هوامش على كتاب تقويم البلدان لأبي الفداء، وعلى طبقات الأطباء، وغيره من الكتب التاريخية، وأنه «كان يطلع دائما على الكتب المعربة من تواريخ وغيرها، وكان له ولوع شديد بسائر المعارف البشرية مع غاية الديانة والرصانة، وله بعض تآليف في الطب وغيره ...»
24
وذكر المستشرق الإنجليزي المستر لين
Mr. Lane : أن الشيخ العطار كان واحدا من أكبر علماء مصر الممتازين وقت وجوده بها، ولكنه أشار إلى أنه لم يكن متضلعا في العلوم الدينية تضلعه في الدراسات الأدبية.
25
وعندما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر كان العطار في الثانية والثلاثين من عمره فسافر إلى أسيوط، فلما استقرت الأحوال عاد إلى القاهرة، يقول علي مبارك باشا: «واتصل بناس من الفرنساوية، فكان يستفيد منهم الفنون المستعملة في بلادهم ويفيدهم اللغة العربية، ويقول: إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها، ويتعجب بما وصلت إليه تلك الأمة من المعارف والعلوم، وكثرة كتبهم وتحريرها وتقريبها لطريق الاستفادة.»
26
أيقظت الحملة الفرنسية إذن عقول بعض علماء مصر وخاصة عقول هؤلاء الأقطاب الثلاثة، وبهرتهم علوم الفرنسيس وأثرت في فن كل منهم، فكانت كتابة الجبرتي «في تاريخه بعد الحملة أدق وأكثر نقدا لسير الحوادث ورجالها مما كانت عليه قبل الحملة ...»
अज्ञात पृष्ठ