خلق الله من ضِلَع آدم حواءَ زوجتَه، وسُميت حواء؛ لأنها خلقت من شيء حيٍّ، فقال الله: ﴿يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٣٥].
ثم إن إبليس أراد دخولَ الجنة، ليوسوسَ لآدم، فمنعه الخزنةُ، فعرض نفسه على دواب الأرض أن تحملَه حتى يدخل الجنة؛ ليكلم آدمَ وزوجَه، فكلُّ الدواب أبى ذلك غيرَ الحيَّة؛ فإنها أدخلته الجنة بين نابيها، وكانت - إذّاك - على غير شكلها الآن، فلما دخل إبليس الجنة، وسوس لآدم وزوجه، وحسَّن عندهما الأكلَ من الشجرة التي نهاهما الله عنها، وهي الحنطة، وقرر عندهما أنهما إن أكلا منها، خُلِّدا، ولم يموتا، فأكلا منها، فبدت لهما سوءاتهما، فقال الله تعالى: ﴿اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ [البقرة: ٣٦]: آدم، وحواء، وإبليس، والحية، وأهبطهم الله من الجنة إلى الأرض، وسلب آدمَ وحواء كل ما كانا فيه من النعمة والكرامة.
فهبط آدم بسَرَنْدِيب من أرض الهند على جبل يقال له: نَوذ، وحواء بجُدَّة، وإبليس بأَيْلَة، وقيل: بميسان بالبصرة على أميال، والحية بأصفهان.
قال الضحَّاك: فجَعل كلُّ واحد منهما يطلب صاحبه، فاجتمعا بعرفات يومَ عرفةَ، وتعارفا، فسُمي اليومُ: عرفةَ، والموضعُ: عرفات.
وكان هبوط آدم من باب التوبة، وحواء من باب الرحمة، وإبليس من باب اللعنة، والحية من باب السُّخط، وكان في وقت العصر.
1 / 10