حديث ملك الروم حين عاد إليه رسوله من مراده مخفقا وللخبر المثير لأحقاده محققا
ولما انصرف صاحب الرسالة، وجاء على آخر المقالة، تملك الملك الغضب، وقال عند القراع يعلم أينا النبع وأينا الغرب (1). وتهيأ للعبور، وأقام لتلك الأمور، واستنجز طائفة الشرك موعودها، وأشهد على نفسه عابد الكنائس ومعبودها، وكتب أهل النجدات على اختياره، وميز الفارس والراجل باختباره، وأمر كل واحد من جنده أن يحضر من الدروع الفارسية والفرسية بأحصنها، ومن/ 10/ الترسة الذهبية بأحسنها، ومن الجياد بأفرهها
فصاف يفري جله عن سراته
يبذ الجياد فارها متتايعا
(2)، ومن الصعاد (3) بأشهرها وأشرهها (4).
وكانت هذه فريضة رباعية عني بحصرها، ولم ير السفر مظنة المشقة فيرخص في قصرها، واستكمل من عدة خيله التي انتقاها هذا الانتقاء، وكلف أشقياءها هذا الشقاء، ألفا وخمس مائة فارس، من كل محام ممارس، صابر
فصاف يفري جله عن سراته
يبذ الجياد فارها متتايعا
पृष्ठ 76