في ظل خلافة علي لظلت مكة الغنية بما أثرت باقية على حدودها المباحة ولما طغى الترف طغيانه الذي بدت ألوانه فيما بعد واضحة طيلة عهد الأمويين على ما سنبينه في الفصول الآتية :
** الاصلاحات :
وعني عمر بالاصلاحات العامة فوسع في طريق المسعى وكان لآل الخطاب دار فيها فأمر بهدمها وجعلها رحبة ومناخا للحجاج ويذكر الأزرقي أن بعضهم استغل تلك الرحبة فيما بعد فاتخذوا فيها مقاعد وفي المقاعد صناديق يبيعون عليها ويجعلون متاعهم فيها ليلا ثم صارت لها خيام بالجريد ثم ما لبثت أن بنيت باللبن النيء «في عهد بني أمية» يكرونها في الموسم فخاصم فيها بنو عمر حتى حازوها وكان فيها أصحاب الأدم (1) وفي عهد عمرو دهم المسجد سيل يعرف بسيل «أم نهشل» وهي امرأة في مكة سمي السيل بها لأنه اجترفها فماتت فيه وقد علا السيل مكة من جهة المدعى لا من وادي ابراهيم كعادته فدهم المسجد واقتلع مقام ابراهيم فذهب به إلى حيث وجدوه في أسفل مكة فلما علم ابن الخطاب بذلك ركب من المدينة في رمضان عام 17 ه وحقق عن الموضع الذي اقتلع منه مقام ابراهيم حتى تأكد له فأعاده اليه (2) ثم عالج موضوع السيل بأن أمر بردم أرض المدعى لتعلو عن مستوى السيل فيجري في مسيله بوادي ابراهيم وهو ردم بني جمح وقد كبس بالتراب والصخر العظام (3) فكان الركبان والمشاة يصعدون في الطريق المردوم حتى يشرفوا في نهايته على الكعبة لذلك سميت المدعى ثم عن له اصلاح المسجد وتوسيعه فاشترى بعض الدور الملاصقة للمسجد ولما امتنع أهلها قومت اثمان دورهم وجعلت أمانة لدى بيت المال فلما رأوا عزمه أخذوا الثمن (4).
पृष्ठ 100